تتصدر الأخبار الواردة من الدانمارك، واجهة المشهد الذي يثير قلق كثير من اللاجئين السوريين هناك، وسط المخاوف من القرار النهائي المتعلق بترحيلهم إلى مناطقهم في سوريا بحجة أنها أصبحت آمنة.
وفي المستجدات التي تابعتها منصة SY24 من أكثر من مصدر مهتم بشؤون اللاجئين السوريين، فاجأت وزيرة الهجرة الدانماركية السابقة” إينغر ستويبرغ”، الجميع بتصريح أثار ردود فعل غاضبة جاء فيه أن على اللاجئين السوريين حزم حقائبهم تجهيزا للعودة إلى سوريا والبدء بإعادة إعمارها، حسب وصفها.
وأضافت فيما أسمته “رسالة مفتوحة إلى السوريين”: “أعزاءي اللاجئين السوريين، الآن حان الوقت للعودة إلى المنزل مرة أخرى”.
وقالت في رسالتها:” كنت وزير خارجية عندما جئتم إلى الدانمارك، لذلك أنا أعرف بالضبط ما كان الاتفاق بينكم وبين الدانماركيين عندما جئتم، إذ كان الاتفاق أننا قدمنا لكم الحماية أثناء الحرب، ولكن يجب أن تسافروا بالطبع إلى منزلكم اليوم، والآن حان الوقت لتبدأ رحلتكم إلى المنزل، لبناء سوريا من جديد”.
وأضافت “هذا كان الاتفاق ويجب عليكم الوفاء به بدون اعتراضات وبدون أسئلة”.
وجاء في رسالتها أيضا: “أعزاءي اللاجئين السوريين: الآن حان الوقت لمن سحب منه تصريح الإقامة لحزم أمتعته والسفر إلى الوطن والبدء في إعادة إعمار بلدكم”.
وختمت قائلة “وعلى طول الطريق، لا تتردد في إرسال شكر كبير الى الدنماركيين على كل المساعدة التي تلقيتموها أثناء حاجتكم اليها. الدنماركيون يستحقون ذلك حقا”.
https://www.facebook.com/IngerStojberg/posts/4102862116420141
وأعرب عدد كبير من الناشطين الحقوقيين والعاملين في المنظمات الإنسانية والإغاثية من السوريين ومن ناشطين متضامنين مع السوريين، عن استغرابهم من الرسالة التي وصفوها بأنها “تحمل الكثير من مشاعر الحقد والكراهية”.
وردّ كثير من الناشطين على وزير الهجرة الدانماركية بالقول “عار عليك، دمشق ليست آمنة”، وأضاف آخرون “كيف ستكون سوريا آمنة والأسد ما يزال هناك؟!”، إضافة إلى الكثير من الردود الساخطة من تصرف الدانمارك تجاه ملف اللاجئين السوريين على أراضيها.
وردا على ذلك أيضا، قال المدير الإقليمي للمنظمة العربية الأوروبية لحقوق الإنسان “كاظم هنداوي” في تصريح لمنصة SY24، إنه “من المؤسف هذه التصريحات من دول أوروبية والتي من المفترض أن تدعم حقوق الإنسان وتدافع عنها وليس العكس”.
وأضاف “سوريا وحسب تقارير أممية دولة غير آمنة، وكل يوم يتم الكشف عن مجازر جديدة ارتكبها النظام السوري، وبالتالي كلام الوزيرة الدانماركية السابقة غير قانوني وغير إنساني أيضا”.
وكان منسق مكتب الجاليات في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، محمد يحيى مكتبي، أكد لمنصة SY24، أنه يجري العمل للضغط على الدنمارك لوقف قرارات ترحيل اللاجئين السوريين وخاصة من هرب من بطش النظام السوري، مؤكدا أن المشكلة في الدنمارك سياسية بامتياز.
وقال “مكتبي”: “نعمل بالتعاون مع ناشطين سياسيين وإعلاميين موجودين في الدانمارك، لإيصال رسائل للجهات الدانماركية المختلفة، ودحض الادعاء بأن هناك مناطق آمنة في مناطق سيطرة النظام، وخاصة لأولئك الذين هربوا من بطش النظام وإجرامه”.
وقبل أيام، وجهت “منظمة العفو الدولية” تحذيرا شديد اللهجة للسلطات الدانماركية، من مغبة ترحيل اللاجئين السوريين بحجة أن مناطقهم باتت آمنة في سوريا.
وذكرت المنظمة الدولية في تقرير لها، اطلعت على نسخة منه منصة SY24، أن على السلطات الدنماركية بالتراجع عن هذا القرار الذي وصفته بـ “غير المقبول”.
ومطلع نيسان/أبريل الجاري، أطلق ناشطون وحقوقيون سوريون، حملة إلكترونية عبر منظمة “آفاز” والتي تعتبر أكبر تجمع الحملات عبر الإنترنت، للضغط على الحكومة الدانماركية التي تعتزم سحب الإقامات من اللاجئين السوريين وإعادتهم إلى سوريا على اعتبار أن بعض المناطق فيها باتت آمنة.
ومطلع آذار/مارس الماضي، أكدت عدة مصادر متطابقة، ومن بينها صحيفة “إندبندنت” البريطانية، أن الدانمارك سحبت تصاريح إقامة 94 لاجئا سوريا وتعتزم إعادتهم إلى سوريا، بحجة أن “دمشق باتت آمنة للعودة”.