يضم مخيم “أمهات المؤمنين” الواقع في منطقة “الدرية” بريف إدلب الغربي، 115 عائلة جميعهم من نساء الشهداء والمعتقلين والأرامل والأطفال الفاقدين لآبائهم، وتم تأسيس المخيم في هذه المنطقة الحدودية مع تركيا، قبل حوالي العامين بعد نقله من مناطق ريف اللاذقية الشمالي، إثر سيطرة قوات النظام على المنطقة التي كان يتواجد فيها منذ عام 2014، ويقدم المخيم خدمات متنوعة لهذه العوائل من ماء وطعام وألبسة.
وأوضح المسؤول اللوجستي في المخيم، “أبو جعفر”، لموقع سوريا 24، أنّ “الهدف من تأسيسه هو مساعدة هذه النساء في إعالة أطفالهن في هذه الظروف الصعبة والحرب الدائرة التي تسببت بغلاء المعيشة وغياب فرص العمل”، مشيراً إلى أن “الجهة الداعمة بشكل رئيسي له هي مؤسسة عثمان بن عفان، ويحصلون أيضاً على دعم من بعض المنظمات والجمعيات الخيرية الأخرى، والخدمات المتوفرة هي مياه الشرب، خبز مجاني يوزع ثلاثة أيام في الأسبوع، إضافة إلى شبكة صرف صحي، كفالات نقدية، سلل غذائية، مساعدات فردية”، مؤكداً أنه “لا يوجد أية عوائق أو صعوبات في عملهم لأن هناك نظام داخلي وقوانين للمخيم بهدف تنظيمه وضبط العوائل التي تعيش فيه”.
وأكد المصدر أن “هذه القوانيين تتلخص بعدم الخروج للنساء والأطفال ليلاً أو المبيت خارجاً، والإخبار قبل الخروج نهاراً وإعلام العاملين عند العودة لكي يطمئنوا، فضلاً عن منع دخول الرجال إلى داخل المخيم وعدم السماح للنساء بالخروج بشكل منفرد”.
وتابع أنّ “عدد العاملين في المخيم أربعة يهتمون به وبالخدمات والنظافة ويعملون على تحسينه بشكل مستمر، ويسعون إلى توفير طلبات العوائل المقيمة فيه فضلاً عن توزيع المواد الإغاثية ومخصصات العوائل من الخبز”.
من جانبها، قالت “أمل محمد علي” إحدى النساء المقيمات في المخيم، إنّها “تقيم فيه منذ عامين هي وطفليها وتتلقى مساعدات في مختلف مجالات الحياة، إضافة إلى المعاملة الجيدة التي يعاملهم بها المسؤولين”، مؤكدةً أن “أغلب الأمور والمستلزمات متوفرة، وهناك سعي دائم لتأمين النواقص”.
وتحدثت أن “المشكلة الوحيدة هي موحدة مع كافة النازحين في المخيمات وهي العيش في الخيمة والصعوبات في العمل والتنظيف وضبط الأطفال عند اللعب والخروج والدخول”، منوهةً إلى “ضرورة وجود مثل هذه المخيمات في الداخل السوري لما توفره من عناية بالأطفال الفاقدين الأباء وللنساء من خلال المساعدة بتوفير أمور الحياة لها ولأطفالها”.
ويضم المخيم أسر من مناطق متفرقة، أبرزهم من جبل الأكراد في ريف اللاذقية ومن أرياف جسر الشغور وحماة وحمص.