أكدت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية، أن الشباب في مناطق سيطرة النظام السوري لا يهمهم “الانتخابات الرئاسية”، وأنهم يفكرون بالفرار من الواقع الاقتصادي المتردي والبطالة المتزايدة.
وأضافت الصحيفة البريطانية في تقرير لها، أن الشباب المتخرج من الجامعات في سوريا، لا تهمه الانتخابات التي وصفتها بـ “المزورة”.
قالت صحيفة “ديلي تلغراف”، في تقرير لمراسلها داني مكي، إن الشباب المتخرج من الجامعات في سوريا لا تهمه الانتخابات المزورة التي ستعيد بشار الأسد إلى السلطة من جديد، بل ويفكرون في الفرار من البلاد.
ونقلت الصحيفة عن خريج جامعي قوله “يزداد الوضع سوءا بعد سوء، والاقتصاد سيئ والعملة تنهار، والفساد المتزايد والعقوبات مشددة، وقلة من الناس سعيدة هنا، والبلد لم يعد يصلح إلا للأغنياء”.
وأضاف الشاب السوري قائلا “عندما أبيع ممتلكاتي وتبيع أمي مجوهراتها، فسندفع للمهربين لأخذنا إلى تركيا، ومن ثم إلى أوروبا”، حسب الصحيفة.
وأشارت الصحيفة إلى أن “الناخبين السوريين سيتوجهون إلى صناديق الاقتراع يوم الأربعاء 26 أيار/مايو الجاري، التي تقدمها حكومة النظام على أنها عودة للحياة الطبيعية بعد عقد من الحرب المدمرة”.
وبيّنت الصحيفة أنه “لا أحد يشك في نتائج الانتخابات، فمن بين 50 مرشحا تمت المصادقة على ثلاثة فقط منهم، حيث لم يظهر بشار الأسد أي استعداد للتخلي عن السلطة بعد 21 عاما”.
وأضافت أن “التفكك الناتج عن الحرب والعقوبات والأزمة في لبنان أدت لانهيار الاقتصاد السوري، وهناك موجات من أبناء الطبقة المتوسطة يأملون بالهروب رغم إغراءات حكومة الأسد ومنع الدول الأوروبية لهم”.
وذكرت الصحيفة أن “الدراسات الأخيرة أظهرت أن نسبة 90% من اللاجئين السوريين في لبنان والأردن والعراق ومصر لا تنوي العودة إلى سوريا في العام المقبل، حتى ولو لم يكونوا قادرين على تأمين الحاجيات الأساسية في الدول المضيفة”.
وختمت الصحيفة تقريرها بأنه “في دمشق، فالخط الفاصل بين المناطق العادية والفوضى هو طريق، فبعض الشوارع نظيفة وكأنها في سويسرا وفي الأحياء القريبة فقد تحولت إلى صفوف من البنايات المدمرة. والتباين الشديد بين الأغنياء -ومعظمهم من شلة النظام- والفقر المدقع الذي تعاني منه الطبقة المتوسطة واضح في كل ملامح الحياة اليومية”.
وأعلنت عدة فعاليات ومؤسسات سورية معارضة إضافة إلى ناشطين وحقوقيين، حسب ما وصل لمنصة SY24، رفضهم للانتخابات واعتبار كل من سيشارك فيها أو شارك فيها خارج سوريا أو في داخلها هو “خائن لدماء الشهداء وتضحياتهم”.
وحدد النظام السوري يوم 26 أيار الجاري، موعدا للسوريين في مناطق سيطرته للمشاركة في الاقتراع لانتخابه، في حين كان حدد يوم الـ 20 من الشهر ذاته موعدا لمن هم خارج سوريا للمشاركة في الاقتراع لاختيار رئيس لسوريا، في حين أعلنت دول غربية وأوروبية رفضها للانتخابات واصفة بأنها “مسرحية ومهزلة”.