استنكر عدد من النشطاء الحقوقيين تبريرات وزير الصحة الألماني “ينس شبان”، حول انتخاب النظام السوري وضمه للمجلس التنفيذي في منظمة الصحة العالمية.
جاء ذلك تعليقا على ما تحدث به “شبان” والذي برر انتخاب النظام السوري في المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، بأن ذلك “يعكس الحاجة للعمل سوية مع بعض الحكومات لصالح الشعوب خاصة في الشؤون الصحية”.
وادعى وزير الصحة الألماني في الوقت ذاته أنه “بعيد كل البعد عن كونه سعيدا بمنح كرسي لحكومة النظام السوري في المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، الذي تم نهاية الأسبوع الماضي دون نقاش أو اعتراض”.
وأضاف عندما سُأل عن الأمر في مؤتمر صحفي الثلاثاء، بأن “التعاون الدولي بين الدول (ذات السيادة) كان ضروريا للتنسيق ووضع المعايير سوية”.
وأشار إلى أن “وضعاً مماثلاً نشأ في منتديات دولية مماثلة كشأن مجلس حقوق الإنسان الأممي”، معتبراً أن ذلك من “أوجه قصور السياسة الواقعية”.
وتابع أنه “خصوصاً عندما يتعلق الأمر بالشؤون الصحية والرعاية الصحية للشعب، يكون السؤال دوماً: من الذي نعاقب هنا إن لم نجعل التعاون ممكنً، هل نعاقب النظام أم الشعب؟”.
وذكر ناشطون حقوقيون أن “وزير الصحة الألماني، يتعرض لانتقادات لاذعة في ألمانيا بعد سلسلة من الفضائح المرتبطة بوزارته، من تمكين الصيدليات من ربح مبالغ طائلة جداً عبر دفع ثمن باهظ للكمامات الممنوحة للمسنين، إلى فضائح قيام سياسيين بالتواسط لشركات بيع كمامات خلال الوباء مقابل قبضهم عمولات بملايين اليوروهات، إلى الفضيحة الأخيرة التي تمثلت باتهام مراكز إجراء فحوصات كورونا بإرسال بيانات كاذبة عن عدد الفحوصات التي قامت بها وقبض 18 يورو عن كل فحص، حيث أظهر تحقيق صحفي أن بعض المراكز تتحدث عن إجراء ألف فحص في اليوم مثلا في حين أثبتت مراقبتها عدم إجرائها إلا أقل من نصف هذا العدد “.
ونقلت المصادر ذاتها، ومن بينهم الصحفي والناشط المهتم بأخبار اللاجئين “سليمان عبد الله”، الانتقادات التي تطال وزير الصحة الألماني أيضا من قبل بعض الصحفيين، والاعتراض على حججه المتتالية وعدم إقراره حتى الآن بارتكابه أي خطأ وبحثه عن هذه الأخطاء عند الآخرين.
وأعرب عدد من المهتمين بأمور اللاجئين في أوروبا، عن استغرابهم من استمرار وزير الصحة الألماني في منصبه رغم كل الفضائح التي تلاحقه، كما أعربوا عن استغرابهم الشديد من تبريره للنظام السوري بعبارة “السياسية الواقعية ولصالح الشعب”.
ونهاية أيار/مايو الماضي، انتخبت “منظمة الصحة العالمية” بالإجماع في دورتها الـ 74 النظام السوري لعضوية المجلس التنفيذي فيها، كممثل عن الشرق الأوسط.
ودعا مصدر طبي عامل في الشمال السوري، إلى الاحتجاج على انتخاب منظمة الصحة العالمية للنظام السوري لعضوية مجلسها التنفيذي، مؤكدا أنه لا بد من التذكير بالانتهاكات التي ارتكبها النظام بحق المشافي والمنشآت الصحية.
وحذّر المصدر قائلا في تصريح لمنصة SY24، أنه “من الواضح بعد الانتخابات المزيفة سندخل في مرحلة إعادة الشرعية للنظام، فمنذ أسبوع تتحدث أطراف أممية مهتمة بالملف السوري عن دخول مساعدات من مناطق النظام إلى المناطق المحررة، وإعادة دور الهلال الأحمر في المحرر، وهو إحدى مؤسسات النظام، واليوم تقوم منظمة الصحة العالمية بنفس الخطوة”.