كان يا مكان في قديم الزمان، كان هناك “دولة” انتصرت على “الإرهابيين”، نعم أيها السادة، لقد انتصرت على “الإرهابيين”، وأنهت وجودهم في تلك البقعة من الوطن، واستأصلتهم من رحم المجتمع الذي كانوا يعيثون فيه فساداً، وخلصت الشعب منهم!
ولكن كيف؟، ببساطة استخدمت هذه “الدولة” سياسة الأرض المحروقة، ودمرت كل شيء، وقتلت الآلاف لا بل مئات الآلاف من الأبرياء، واعتقلت عشرات الآلاف من المدنيين، ثم أرسلت الباصات لإخراج من تبقى إلى مدينة أخرى في ذات “الدولة”، ومن ثم “انتصرت”؟
أبله من يعتقد أنّ هذه “الدولة” انتصرت، فهذه الدولة الفاسدة التي بُنيت على المحسوبيات والرشاوى والترهيب، وحَكمت بالحديد والنار لعقود، لا يمكن أن تنتصر على شيء، أو على أحد.
أبله من يعتقد أنّ هذه “الدولة” انتصرت، فهذه الدولة الفاسدة التي بُنيت على المحسوبيات والرشاوى والترهيب، وحَكمت بالحديد والنار لعقود، لا يمكن أن تنتصر على شيء، أو على أحد.
هذا “الانتصار” الذي تبعه أفراح واحتفالات، وتصريحات رنانة، وصور “سيلفي”، وألعاب نارية، وإطلاق رصاص، هو في الحقيقة “هزيمة” مدوية.
أشخاص يرقصون فرحاً بتهجير أبناء بلدهم، وأخرون يأخذون صور “سيلفي” مع المهجرين من النساء والأطفال بابتسامة صفراء أقرب إلى البله، وجزء ثالث يطلق الرصاص بهجةً بتدمير المنازل والمدارس والمشافي، ورابع يوزع الماء بشرط الهتاف للرئيس المفدى راعي الرياضة والرياضيين، وخامس يوزع “الطعام” في سبيل الإذلال والشماتة، وسادس وسابع وثامن….
هؤلاء ببساطة لا يمكن أن يكونوا “منتصرين”.
فهذه “الدولة المنتصرة” هجّرت أطفال ونساء، واستأصلت أصحاب الأرض من أرضهم، وبتصرفاتها وتصرفات “شبيحتها” اعتقدت أنها أهانت وأذلت هؤلاء… و”انتصرت”.
“الدولة” التي تقوم بتهجّير الأطفال والنساء لا يمكن أن تنتصر، “الدولة” التي تَقتلع أصحاب الأرض من أرضهم لا يمكن أن تنتصر، “الدولة” التي تُهين وتُذل رعيتها لا يمكن أن تنتصر، “الدولة” التي تستقدم المرتزقة من كل أصقاع الأرض، لتقتل أهل الأرض، لا يمكن أن تنتصر
ببساطة “الدولة” التي تقوم بكل ما سبق وأكثر، لا يمكن أن تكون “دولة”، وبطبيعة الحال لا يمكن أن تنتصر.
تنويه:
الزبداني، الوعر، داريا، حلب، ومؤخراً الغوطة الشرقية، هذه مناطق التي أنهت “الدولة” وجود “الإرهابيين” فيها، وهجّرت أهلها وقتلتهم واعتقلتهم… وهزمت.. عفواً و”انتصرت”!