توجّه إيران أنظارها وبشكل متسارع صوب منشآت حيوية واستراتيجية في سوريا، بهدف وضع يدها عليها والتحكم بها، وذلك على مرأى ومسمع من النظام السوري الذي يقدم لها التنازلات تلو الأخرى.
وفي التفاصيل المتعلقة بهذا الأمر والتي تابعتها منصة SY24، تعتزم طهران الاستحواذ على قطاع الطيران المدني في سوريا، بحجة تطوير هذا القطاع، وبحجة أنها ستعمل على تدريب الطيارين السوريين.
ونقلت وسائل إعلام إيرانية، تفاصيل اجتماع عقدته منظمة الطيران المدني الإيرانية، أمس الأربعاء، مع مؤسسة الطيران المدني التابعة للنظام السوري، بهدف بحث التعاون المشترك بينهما في مجال النقل الجوي.
وأشارت المصادر إلى أن المدعو “تروج دهقاني” والذي يشغل منصب رئيس منظمة الطيران المدني الإيرانية، اجتمع مع مسؤولي مؤسسة الطيران المدني التابعة للنظام السوري، وتم الاتفاق بينهما على تدشين أو تسيير رحلات نقل سورية عبر السماء الإيرانية.
ولفتت المصادر إلى أن النظام السوري هو من تقدم بطلب لإيران يقضي بالعمل على التعاون الثنائي في المجالات الفنية والتدريبية في مجال الطيران المدني.
وادعت إيران أنها مستعدة الكامل للتعاون مع النظام السوري في هذا المجال ومختلف المجالات الخاصة بهذا الأمر، وعلى رأسها تبادل الخبرات بين الجانبين في مجال تدشين شبكات المراقبة بين البلدين، وإجراء اختبارات فنية للطائرات السورية، فضلا عن تدريب مراقبي الطيران والكوادر الفنية السورية.
ويأتي هذا الاتفاق في ظل الأصوات التي تتعالى حتى من الموالين أنفسهم، والتي تندد بالتهميش المتعمد من قبل النظام وحكومته لمطار حلب، واصفين بأنه بات شبه بـ “دكانة”.
ومطلع العام الجاري، هبطت طائرة مدنية قادمة من العاصمة اللبنانية بيروت، في مطار حلب الدولي، وهي الرحلة الخارجية الأولى منذ ثماني سنوات.
وقال مراسلنا في حلب، إن “الرحلة القادمة من مطار بيروت هي أول رحلة مدنية تصل إلى مطار حلب بالفعل، ولكن المطار يعمل منذ سنوات، وبشكل شبه يومي تهبط فيه الطائرات العسكرية التي تقل قيادات وعناصر من الحرس الثوري الإيراني وميليشياته”.
وكان “الحقوقي “عبد الناصر حوشان” قال لمنصة SY24، إن “مطار حلب استراتيجي بالنسبة لإيران، كونه بعيد عن حدود إسرائيل من جهة، وقريب من العراق، الأمر الذي يعطيها هامش من الأمان النسبي لنقل أسلحتها وقواتها وحتى مخدراتها وتهريبها إلى دول العالم”.
وأوضح أن “الرحلات بين هذه المطارات ليست ذات طابع مدني خالص، وإنما تمرر بعض الرحلات المدنية للتغطية على الأنشطة العسكرية والاستخباراتية الإيرانية”.