أغلق مجلس المرأة التابع لـ “قوات سوريا الديمقراطية” في مدينة “البصيرة” بريف ديرالزور الشرقي، أبوابه مؤقتاً، عقب تلقيه تهديدات بتفجير المبنى التابع له وقتل كل من فيه في حال استمر المجلس بالعمل.
وقال مراسلنا نقلاً عن مصادر محلية، فإن أحد عناصر تنظيم داعش قام بالاتصال بإحدى أعضاء مجلس المرأة التابع للإدارة الذاتية في مدينة البصيرة بريف ديرالزور الشرقي، وأمرهم بإغلاق المبنى بشكل كامل، وأمهلهم ثلاثة أيام لتنفيذ طلباتهم.
وأضافت أن تنظيم داعش هدد بتفجير المبنى وقتل كل من فيه في حال استمر بالعمل بعد انتهاء المهلة التي أعطاها لهم، وذلك بعد أن وجه التنظيم لجميع العاملين في مجلس المرأة تهمة “الردة” بسبب تعاونهم مع “قسد” والتحالف الدولي.
التهديدات التي يطلقها التنظيم مؤخراً لجميع العاملين في الإدارة الذاتية أو في قوات “قسد” تأتي ضمن سياسة التخويف التي يعتمدها تنظيم داعش في مدن وبلدات ريف ديرالزور، من أجل ضمان سلامة عناصره وعدم الوشاية بهم من قبل السكان المحليين.
حيث عمدت الخلايا النائمة التابعة لتنظيم داعش في ريف ديرالزور الخاضع لسيطرة قوات “قسد”، على إطلاق التهديدات بين الحين والآخر للعاملين في المجالس والهيئات المحلية التابعة للإدارة الذاتية في المنطقة، تحت تهمة “الردة والكفر” بسبب التعامل مع التحالف الدولي.
وفي الوقت ذاته تحاول هذه الخلايا تمويل عملياتها ضد قوات “قسد” عن طريق فرض أتاوات مالية على الراغبين بالعمل ضمن المنظمات الإغاثية والطبية والخدمية المتواجدة في مدن وبلدات ريف ديرالزور الخاضع لسيطرة “قسد”.
طارق (37 سنة)، أحد أبناء ريف ديرالزور ويعمل لدى إحدى المنظمات المتواجدة في المنطقة، وذكر أنه “لم يستطيع العمل ضمن المنظمة إلا بعد تقديم طلب لدى إحدى المجموعات التابعة لداعش في المنطقة للسماح له بالعمل”.
وفي حديث مع منصة SY24 قال “طارق”، قد تعتقد أنه أمر بسيط ولكنه ليس كذلك، فالعمل لدى المنظمات الأجنبية يجب أن يكون بموافقة خلايا داعش في المنطقة وإلا ستتعرض لتهديدات بالقتل من عناصر التنظيم”.
وأضاف أنه “بعد موافقة المنظمة على طلبي للعمل لديها، قمت بمراسلة أحد الأشخاص المقربين من داعش في المنطقة، وطلبت منهم السماح لي بالعمل لدى المنظمة بسبب الوضع الاقتصادي السيء الذي أعاني منه، وتمت الموافقة”.
وأوضح المواطن أن “عناصر التنظيم يسيطرون على المنطقة بشكل كبير ويفرضون الأتاوات على السكان تحت مسمى (الزكاة) وغيرها من المسميات، بالإضافة إلى تهديد كل من يخالف أوامر التنظيم بالقتل”.
يشار إلى أن ما يعرف باسم “جهاز الحسبة” التابع لتنظيم “داعش”، ظهر في المنطقة الشرقية مجدداً، في حزيران الماضي، ما أدى إلى حالة من الفلتان الأمني التي يعاني منها السكان في العديد من القرى والبلدات الواقعة ضمن مناطق سيطرة “قسد” في شمال شرق سوريا.
وتأتي التحركات الأخيرة لتنظيم داعش في شمال شرق سوريا، بعد تعليمات “صارمة” أصدرها الوالي الجديد للتنظيم في المنطقة، بالتزامن مع ارتفاع وتيرة العمليات العسكرية التي تنفذها الخلايا التابعة للتنظيم ضد قوات النظام وميليشيات روسيا وإيران، إضافةً إلى قيام عناصر التنظيم باستهداف العاملين بالمجالس والهيئات التابعة للإدارة الذاتية (الجهة المدنية التي تدير مناطق شمال شرق سوريا)، بالدرجة الأولى.