اتهم زعيم جماعة “جنود الشام” مراد مارغوشفيلي الملقب بـ “مسلم الشيشاني” هيئة تحرير الشام بمداهمة مقرات عسكرية لجماعته في جبل التركمان بريف اللاذقية بحثاً عنه، وذلك بعد أن منحته الهيئة أسبوعاً لمغادرة إدلب.
وأفاد الشيشاني في تسجيل صوتي، أن جميع المقاتلين الشيشانيين يعتزمون مغادرة الأراضي السورية برفقته، إلا أن المهلة التي منحتها هيئة تحرير الشام له ولجماعته غير كافية، متهماً الهيئة بأنها تعقد تسويات واتفاقيات ثم تتصرف بطريقة معاكسة لها.
وأوضح أن الهيئة منحته في وقت سابق شهراً ونصف الشهر لمغادرة مناطق سيطرتها، إلا أنها بدأت بمداهمة مراكزه بحثاً عنه بعد 20 يوماً من سريان الاتفاق، من دون تبليغه بذلك أو طلب مقابلته، لافتاً إلى أنه لا ينوي تحويل الأزمة إلى صدام عسكري مع الهيئة وأن كل ما يريده هو المزيد من الوقت للمغادرة.
تحرير الشام تنفي
بدورها نفت “هيئة تحرير الشام” ما جاء في تسجيل الشيشاني، وقالت إنه لم تحصل أي مداهمة من قبل الهيئة لمقرات “جنود الشام” في اللاذقية.
وقال “تقي الدين عمر” إن فصيل “جنود الشام” غير متفاعل عسكرياً مع التحديات المحيطة بالمنطقة، بينما يُطلب من الفصيل كغيره من الفصائل العسكرية، رفع الجاهزية العسكرية، وإلا فما معنى وجود فصيل عسكري دون نشاط عسكري”، بحسب تصريحات نقلتها صحيفة “عنب بلدي”.
وفي 27 حزيران/يونيو، قال الصحافي الأميركي بلال عبد الكريم إن هيئة تحرير الشام عرضت على الشيشاني خياريْن: إما الانضمام إلى صفوفها أو مغادرة مناطق سيطرتها خلال مدة زمنية لم يعلن عنها وقتها، مشيراً إلى أن الشيشاني رفض عرض الهيئة.
وتتهم “تحرير الشام” جماعة “جنود الشام” بالتغطية على جرائم مطلوبين لها لمحاسبتهم، معتبرة أنها نجحت في ضبط الأمن ومحاربة كافة أنواع الجرائم، إلا أن الشيشاني رفض وجود أي صلة لمقاتلين من جماعته بقضايا جنائية.
ورغم أن جماعة جنود الشام كانت قد بايعت تنظيم القاعدة، إلا أنها تحولت لاحقاً إلى فصيل مستقل بعد أن انفصلت هيئة تحرير الشام عن التنظيم، لترتفع بعدها وتيرة الخلافات الداخلية بين الفصائل المعارضة في سوريا.
وتضغط “هيئة تحرير الشام” من أجل حل فصيل “جنود الشام” الذي يقوده الشيشاني، حيث قال في بيان نشره في 2 تموز الحالي: “أتتنا ورقة استدعاء من مسؤول جهاز الأمن العام التابع للهيئة في منطقتنا، وفي اليوم التالي ذهبت مع بعض الأخوة إليهم، طلبوا مني تفكيك الجماعة ومغادرة إدلب، وقال لي المسؤول الأمني هذا قرار نهائي للهيئة، ولا يسمح لك بالاستئناف عليه”.
وأضاف الشيشاني في بيانه: سألته ما السبب؟ فأنا هنا منذ 8 سنوات، هل رأيتم خلال هذه الفترة أي ظلم؟ فأجاب: لا. سألته هل شاركت في أي مؤامرة ضدكم أو تضر بكم؟ فأجاب لا. فسألته هل خالفت نظام إدارتكم؟ فأجاب لا. فقلت: فما السبب إذاً لمثل هذا القرار؟
ويصنف التنظيم المذكور ضمن ما يعرف بـ “إمارة القوقاز الإسلاميّة”، وهي مجموعات تقول إنها “مستقلة تنظيميا” بأعمالها العسكرية في شمال غرب سوريا، بعد انفكاكها عن تنظيم “القاعدة” قبل سنوات. وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد صنفت “مسلم الشيشاني” على أنه قائد جماعة إرهابية مسلحة في سوريا منذ يوليو 2014، واتهمته ببناء قاعدة للمقاتلين الأجانب في سوريا.