أدت الظروف الاقتصادية التي يمر بها أكثر من 90 بالمئة من أهالي مدينة دير الزور الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية، إلى اعتمادهم بشكل كامل على المعونات الغذائية التي تقدمها منظمة الأمم المتحدة عن طريق منظمة الهلال الأحمر السوري.
وأدى انتشار الفساد والمحسوبية داخل منظمة الهلال الأحمر، إلى عدم حصول عدد كبير من المواطنين على حقهم من المساعدات الغذائية، رغم مرور أشهر على استلامها آخر مرة.
وذكرت مصادر محلية، أن “أغلب الحصص الغذائية، والتي من المفروض أن يتم توزيعها على المواطنين هذا الشهر، باتت تباع في السوق السوداء بأسعار مقاربة لأسعار البضائع المحلية”.
وأكدت المصادر لمنصة SY24، إن “الموظفين في الهلال الأحمر يقومون ببيع هذه الحصص إلى التجار المحليين بالتعاون مع عدد من قادة مليشيا الدفاع الوطني من أجل حمايتهم”.
وقالت السيدة “أم عبدالرحمن”، إنها لم تستلم أي حصة من المساعدات الغذائية منذ أكثر من عام، على الرغم من مراجعتها مركز الهلال الأحمر في حي القصور في المدينة لأكثر من مرة”.
وذكرت في حديث خاص لمنصة SY24، إن “جميع من يعيش في ديرالزور يعرف أن الفساد يسري داخل أروقة الهلال الأحمر لأنهم يقومون ببيع الحصص المخصصة لنا في السوق السوداء لنقوم نحن بشرائها لاحقاً”.
وتابعت: “في البداية قاموا بتقليص كميات المواد داخل الحصة الواحدة، ومن ثم قاموا بإزالة بعض المواد مثل البرغل والعدس والمعكرونة من الحصة، وعلى هذا الحال لن نجد سوى الصابون وبعض قطع الإسفنج داخل الحصة القادمة”.
وأضافت السيدة أن “هناك بعض المواد التي يجب توزيعها للأطفال مثل البسكويت وزبدة الفستق، إلا أنهم قاموا ببيعها ويضطر المواطن لشرائها من السوق السوداء بسعر 4500 ليرة مقابل صندوق البسكويت الواحد”.
وفي السياق ذاته، أفادت مصادر محلية في مدينة ديرالزور، بأن “منار الأسعد زوجة قائد ميليشيا الدفاع الوطني فراس العراقية، قامت بالضغط على إدارة منظمة الهلال الأحمر من أجل الحصول على بعض الحصص الغذائية لتقوم بتوزيعها باسم مؤسسة الشهيد التي تديرها”.
حيث استطاعت “الأسعد” الحصول على كميات من المعونات الغذائية المخصصة للمواطنين وقامت بتوزيعها خلال الأشهر الماضية على عائلات قتلى وجرحى ميليشيا “الدفاع الوطني” في مدينة ديرالزور.
حيث ارتفعت وتيرة المنافسة بين المؤسسات التابعة للميليشيات الإيرانية المتواجدة في المدينة وبين مؤسسة “الشهيد” التابعة لميليشيا الدفاع الوطني، في محاولة منهم لكسب ود الأهالي والتقرب منهم من أجل زيادة النفوذ داخل المدينة.
ويعاني أبناء مدينة ديرالزور من تدني كبير في الوضع الاقتصادي نتيجة ارتفاع معدلات البطالة، بالتزامن مع ارتفاع أسعار جميع السلع الغذائية وإيجارات المنازل وغياب معظم الخدمات الضرورية لهم، بينما مازال عدد كبير من الوافدين للمدينة، ينتظر من أجل تسجيل أسمائهم لدى منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، بغية الحصول على مخصصاتهم من الحصص الغذائية والصحية.