كثفت “قسد” خلال الأيام الماضية من عملياتها الأمنية في مختلف مناطق سيطرتها شمال شرق سوريا، وذلك بالتزامن مع انعقاد المؤتمر السنوي العام.
حيث نفذت قوات “قسد” بالتعاون مع التحالف الدولي، عدة مداهمات ليلية وعمليات إنزال جوي ضد ما أسمتهم “الخلايا التابعة لتنظيم داعش والأشخاص الممولين والداعمين للتنظيم في المنطقة”.
وبحسب مصادر محلية في ريف دير الزور الشرقي، فإن قوات “قسد” قامت بأكثر من عشرين عملية أمنية خلال الأسبوعين الماضيين، اعتقلت من خلالها العشرات من أبناء المنطقة بحجة انتمائهم لتنظيم داعش.
وأكدت المصادر ذاتها لمنصة SY24، أن أغلب المعتقلين ليس لهم أي ارتباط بتنظيم داعش أو أي تنظيم أو فصيل عسكري سابق في المنطقة، مشيرةً إلى أن المعتقلين يتم إطلاق سراحهم بعد قضائهم بضعة أشهر في سجون “قسد” دون توجيه تهم واضحة لهم.
الأهالي في ريف ديرالزور استنكروا هذه العمليات الأمنية التي نفذت مؤخراً في عدد من قرى وبلدات المنطقة، واعتبر الأهالي هذه العمليات أنها تأتي ضمن ما أسموها “دعاية إعلامية تقوم بها قسد لتغطية فشلها في القبض على خلايا التنظيم التي تهاجم قواتها بشكل يومي”، على حد تعبيرهم.
“ماهر الأحمد” (30 سنة)، أحد أبناء مدينة البصيرة في ريف ديرالزور الشرقي، ذكر أن “قوات قسد تداهم المدينة والقرى المحيطة بها بشكل شبه يومي بحثاً عن خلايا التنظيم، إلا أنها تعتقل المدنيين وتترك الدواعش”، على حد تعبيره.
وقال الشاب في حديث خاص لمنصة SY24: “جميعنا أبناء المنطقة ونعرف من كان منتمي لتنظيم داعش ومن ليس له علاقة بالتنظيم، وقسد تعرف ذلك إلا أنها تتغاضى عن الموضوع وتعتقل المدنيين فقط”.
وأضاف أن “عمليات المداهمة زادت خلال الآونة الأخيرة وبدأت تأخذ منحى سيء، خصوصاً بعد قيام القوات الأمنية بدخول البيوت دون مراعاة لحرمتها، مما قد يسبب تبعات خطيرة في المنطقة ذات الطابع العشائري”.
ولفت الشاب إلى وجود عدد كبير من عناصر وقيادات تنظيم داعش السابقين في صفوف قوات “قسد” في الوقت الحالي، وأشار إلى أن “جهود قسد في القضاء على تنظيم داعش هي مثل جهود نظام الأسد في القضاء على البطالة والفقر في مناطق سيطرته”، على حد تعبيره.
وتشهد مناطق سيطرة “قسد” في شمال شرق سوريا عموماً، وفي ريف ديرالزور خصوصاً نشاطاً كبيراً لعناصر تنظيم داعش، بعد تزايد حدة الهجمات التي تعرض لها هذه القوات في الآونة الأخيرة.
في حين نفى أبناء ريف دير الزور جميع المعلومات التي تفيد باعتقال “قسد” قيادات وعناصر في التنظيم خلال الحملات الأمنية الأخيرة، حيث اتهم الأهالي قيادات “قسد” بفبركة العمليات التي تتعرض لها من أجل “ضمان الدعم المادي الذي يقدمه التحالف الدولي لها”.