طالبت الأمم المتحدة بوقف عاجل لإطلاق النار في مدينة درعا، وأكدت إجبار 18 ألف مدني على النزوح من منازلهم بسبب التصعيد العسكري في المنطقة.
وقالت الأمم المتحدة في بيان اطلعت SY24 على نسخة منه إن “الصورة الصارخة المنبثقة من درعا البلد وأحياء أخرى، تؤكد مدى تعرض المدنيين هناك للخطر، بسبب العنف والقتال المستمر تحت الحصار”.
وجاء على لسان “مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان” (ميشيل باشليت) قولها إنه مع وجود طريق وحيد للخروج من المدينة إلى مناطق تحت سيطرة النظام، تنزل الدبابات إلى الشوارع، ويواجه الناس نقاط تفتيش وقيودًا على الحركة، إضافة إلى مصادرة ممتلكاتهم وسرقتها”.
وسُمح في الآونة الأخيرة للمشاة فقط بالخروج من درعا البلد على طول طريق السرايا، مع الخضوع لإجراءات أمنية صارمة، وفقًا لمكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
كما نشرت قوات النظام دباباتها في مناطق سكنية، لتعزيز مواقعها العسكرية في درعا البلد.
ووفقًا لمكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، صُنفت الحملة العسكرية بأنها الأكثر خطورة منذ عام 2018، بعد اتفاقات المصالحة التي توسطت فيها روسيا.
ووثقت المفوضية السامية لحقوق الإنسان ما لا يقل عن ثمانية قتلى مدنيين جراء الغارات الأرضية التي تم الإبلاغ عنها من قبل قوات النظام والمجموعات المعارضة لها.
وكان من بين القتلى خمسة أفراد من عائلة، أُصيب منزلها في بلدة اليادودة بريف درعا الغربي.
وأشارت باشليت إلى مدى توتر وخطورة الوضع الأمني في جميع أنحاء محافظة درعا، بقولها إن العديد من الناس قُتلوا على أيدي جناة مجهولين في إطلاق نار من سيارة مارة.
وكثفت الفرقة الرابعة والميليشيات الإيرانية المساندة لها، مساء الخميس الماضي 5 آب، من قصفها للمنازل في أحياء درعا البلد، في حين أطبقت حصارها الكامل على المنطقة مجددا، الأمر الذي يضاعف من معاناة المواطنين ويشكل خطراً على حياتهم.
وقال مراسلنا إن “قوات النظام والميليشيات المشاركة معها في الحملة العسكرية على مدينة درعا، قصفت بقذائف الهاون والدبابات منازل المدنيين في حي طريق السد وحي درعا البلد، كما استهدفت قناصة النظام المدنيين المحاصرين، ما أدى إلى إصابة عدة أشخاص”.
وذكر أن “قوات النظام أغلقت بشكل كامل حاجز السرايا بالسواتر الترابية، ومنعت خروج المدنيين من أحياء درعا البلد، حيث سمحت للسكان خلال الأيام الماضية، بالخروج من تلك الأحياء دون العودة إليها”.
كما قصفت قوات النظام المتمركزة في مدينة إزرع، بلدة “ناحتة” في ريف درعا الشرقي، بأكثر من 16 قذيفة مدفعية، ما أدى إلى إصابة شاب، ونزوح عشرات العائلات من البلدة.
يشار إلى أن الفرقة الرابعة والميليشيات الإيرانية، بدأت في أواخر شهر تموز، تمهيداً عسكرياً على “درعا البلد” من أجل اجتياح المنطقة، الأمر الذي يعتبر خرقاً لجميع الاتفاقيات المتعلقة بالجنوب السوري.