أحيا أهالي قرى وبلدات منطقة الشعيطات في ريف ديرالزور الشرقي الخاضع لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، الذكرى السنوية السابعة للمجزرة التي ارتكبها تنظيم داعش بحق أبناء المنطقة في عام 2014.
حيث أقيمت احتفالية كبيرة في مدرسة المزرعة الواقعة في بلدة “أبو حمام”، تضمنت إلقاء كلمات من عدد من وجهاء وشيوخ الشعيطات، بالإضافة إلى إقامة معرض لصور القتلى والمفقودين وعرض قائمة بأسمائهم.
في حين دعا الأستاذ “مالك الزعيل”، إلى “الاهتمام بعوائل الشهداء وأبنائهم وتأمين حياة كريمة لهم بعيدا عن التجاذبات السياسية والاستغلال لقضيتهم من مختلف الفصائل والجهات”، مؤكداً أن “عشيرة الشعيطات ترفض التدخل بشؤونها الداخلية من أي جهة أخرى”.
وطالب “الزعيل” الهيئات الإنسانية والمنظمات الدولية بتقديم الدعم الكافي للمنطقة من أجل “التعافي من آثار هذه الحادثة الأليمة وعدم الاكتفاء بتذكرها لمدة دقيقتين في كل عام”، على حد تعبيره.
وفي السياق، أقامت الإدارة الذاتية، متمثلة بمجلس المنطقة الشرقية، احتفالية منفصلة لإحياء ذكرى مجزرة الشعيطات، وذلك بحضور عدد من قيادات “قسد” وقيادات مجلس ديرالزور العسكري وبعض وجهاء عشيرة الشعيطات.
وذكر أحد أبناء عشيرة الشعيطات، أن “هناك عدد كبير من المفقودين من أبناء الشعيطات منذ سبعة أعوام وحتى الآن، ولا أحد يعلم إن كانوا أحياء أم أنهم قتلوا ودفنوا كباقي شهداء الشعيطات”.
وقال المواطن الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، في حديث خاص مع منصة SY24، إن “كل هذه الاحتفالات لا تنفعنا بشيء وعائلات الشهداء ما زالوا جياع ولا يملكون أي معيل، وأبنائهم مازالوا يعملون في حراقات النفط وجمع البلاستيك من القمامة ولا أحد يهتم بهم”.
وأضاف أنه “لا يوجد اي دعم نتلقاه من أي مؤسسة تابعة للإدارة الذاتية وقسد منذ انسحاب تنظيم داعش من المنطقة، وكل ما يأتينا هو من تبرعات أبناء الشعيطات المقيمين في الخليج وعن طريق جمعية شهداء الشعيطات وبعض الجمعيات المحلية الأخرى”.
يشار إلى أن تنظيم داعش قام في صيف عام 2014 بالدخول إلى منطقة الشعيطات التي تضم قرى أبو حمام والكشكية وغرانيج وهجين، وذلك بسبب وقوف أبناء العشيرة في وجه التنظيم وعدم تنفيذ أوامره، ليقوم بإرسال أرتالاً عسكرية ضخمة إلى المنطقة، ويرتكب مجزرة راح ضحيتها قرابة 1700 مدني بينهم أطفال لم يتجاوزوا من العمر 18 عاماً.
كما عمد التنظيم على تهجير قرابة 100 ألف نسمة من أبناء الشعيطات والنازحين المقيمين في المنطقة إلى الصحراء، وذلك في عقاب جماعي استمر لعدة أشهر قبل أن يسمح لهم بالعودة مجدداً.