يعيش القاطنون في مناطق سيطرة النظام السوري حالة من القلق الشديد، خاصة مع اقتراب حلول فصل الشتاء واستمرار ساعات تقنين الكهرباء لفترات طويلة.
ونقلت مصادر محلية عن الأهالي أن هذا الشتاء سيكون أسوأ من شتاء العام الماضي، خاصة وأنه لا حلول تلوح في الأفق لمشكلة الكهرباء “المستعصية”.
وأكدت المصادر أن غالبية سكان المناطق الخاضعة لسيطرة النظام يعانون من ضائقة مادية وظروف اقتصادية متردية، الأمر الذي يزيد من حجم المعاناة مع استمرار الأزمات الحياتية اليومية وعلى رأسها “أزمة الكهرباء”، وسط نداءات متكررة من قبل الأهالي والتجار على حدٍ سواء بسبب الانقطاع شبه التام للتيار الكهربائي، الذي تسبب بفساد المواد الغذائية المحفوظة في الثلاجات ناهيك عن انقطاع المياه انقطاعاً شبه تام.
وعبّر كثيرون من سكان تلك المناطق عن سخطهم الشديد من دعوة النظام وحكومته لهم إلى “الصمود”، معربين عن سخريتهم من هذا الدعوات بالقول إن “جرعات الصمود والتفاؤل التي يتحدثون عنها لم تعد تنفع بشيء”.
وتساءل آخرون “أين الوعود بتحسن الكهرباء خاصة بعد الإعلان عن دخول 3 آبار غاز في الخدمة؟”، مؤكدين أن ما يجري على أرض الواقع من تحديد أوقات فتح وإغلاق المحال التجارية والفعاليات الاقتصادية بحجة “توفير الكهرباء”، يشي بعكس ذلك.
وأعرب آخرون عن أملهم في الحصول على أي فرصة مناسبة تساعدهم على الفرار من هذا البلد، على حد تعبيرهم ووصفهم.
وكان الكثير من المحللين الاقتصاديين رجّحوا انهيار المعامل والمنشآت الاقتصادي في ظل استمرار التقنين وغلاء أسعار المحروقات، الأمر الذي سيؤدي إلى إغلاق كثير من المعامل لأبوابها وتسريح كثير من العمال الأمر الذي سيزيد من البطالة وتفاقم الأزمة.
ولفتوا إلى أن النظام لم يعد يعول اليوم على روسيا وإيران لمساعدته في أزمته، وإنما على الصين التي وعد وزير خارجيتها الشهر الماضي بمساعدة النظام، إضافة لتعويله على الهند، وأيضا تعويله على تمرير الغاز الطبيعي من الأردن إلى لبنان عبر سوريا بضوء أخضر أمريكي، على أمل أن توافق الأردن على مقترح النظام بحصوله على حصة من هذا الغاز لدعم محطات توليد الكهرباء في مناطق سيطرته.
ومطلع تموز الماضي، أطلق شبان وشابات في مناطق سيطرة النظام السوري، حملة إلكترونية بعنوان “أوقفوا قطع الكهرباء”، وذلك للفت انتباه النظام وحكومته لأزمة الكهرباء التي تضاف إلى كثير من الأزمات اليومية الأخرى.