يواصل الطيران الحربي الروسي شن غاراته الجوية واستهداف عدة مناطق متفرقة في محافظة إدلب شمال غربي سوريا، إضافة إلى استمرار القصف المدفعي من قوات النظام السوري، في خرق واضح لكل الاتفاقيات المتعلقة بوقف إطلاق النار في المنطقة.
وأفاد مراسلنا في إدلب، بأن الغارات الروسية تركزت على مدجنة في محيط بلدة كنصفرة جنوبي إدلب، كما تعرضت قرى المنصورة والحميدية و الدقماق في سهل الغاب ومحيط قرية شنان لقصف مدفعي من قبل قوات النظام و روسيا، دجون وقوع أي إصابات أو ضحايا بين المدنيين.
وذكر مراسلنا، أن قصف مماثل استهدف، أمس السبت، بثلاث غارات محيط قرية حميمات جنوبي إدلب.
وأشار إلى تعرض قرية إبلين لقصف مدفعي بقذائف موجهة بالليزر، ولم يتم تسجيل أي إصابات بين الأهالي في تلك المناطق.
وفي السياق ذاته، أكد نائب المنسق الأممي الإقليمي للأزمة السورية “مارك كوتس”، أن استمرار الهجمات على القرى والبلدات في إدلب بشكل يوميّ، يؤدي إلى وقوع العديد من الجرحى والقتلى بين المدنيين.
وأضاف أن “التقارير تشير إلى مقتل تسعة أطفال في إدلب على الأقل خلال الأسبوع الماضي وحده”.
واستجابت فرق الدفاع المدني السوري منذ بداية الحملة العسكرية في بداية شهر حزيران حتى 19 آب الجاري، لأكثر من 430 هجوماً من قبل قوات النظام وروسيا على منازل المدنيين في شمال غربي سوريا، حسب فريق الدفاع المدني السوري.
وأضاف الفريق أن تلك الهجمات تسببت بمقتل أكثر من 107 أشخاص، من بينهم 35 طفلاً و19 امرأة، بالإضافة إلى متطوعين اثنين في صفوف الدفاع المدني السوري، وجرح خلال ذات الفترة أكثر من 277 شخصاً نتيجة لتلك الهجمات، من بينهم 69 طفلاً وطفلة تحت سن الـ 14.
وأوضح أن آلاف المدنيين عادوا إلى قرى وبلدات جبل الزاوية رغم استمرار عمليات القصف والخرق الدائم لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في السادس من آذار عام 2020، بعدما كابدوا الويلات من النزوح في المخيمات، وفي سعيهم لجني محاصيلهم الزراعية لتأمين لقمة عيشهم.
ولفت إلى أن النظام وروسيا يحاولون حرمانهم منها عبر القصف والقتل والتهجير وهم مهددون الآن بنزوح جديد، فيما يهدد استمرار التصعيد العسكري حياة 4 ملايين مدني في شمال غربي سوريا وسط صمت دولي وغياب لأي تحرك من الأمم المتحدة ومجلس الأمن لردع النظام وروسيا ووضع حد لهذه الهجمات القاتلة.