انتشرت عشرات الدوريات من الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري، داخل أحياء مدينة البوكمال التي تسيطر عليها المليشيات الإيرانية بشكل شبه كامل، بالتزامن مع الزيارة التي أجراها وفد من الأمم المتحدة وبعض المنظمات الدولية والإغاثية للمدينة.
وقال مراسلنا إن “دوريات تابعة للمخابرات الجوية والأمن العسكري، انتشرت في عدد من الشوارع الرئيسية في مدينة البوكمال، بالإضافة إلى إقامة حواجز مؤقتة عند مداخل المدينة، لتفتيش المارة والتدقيق في بطاقاتهم الشخصية”.
كما قام فرع الأمن الجنائي بنشر عناصر بلباس مدني في الشوارع الفرعية، لمتابعة الوفد الأممي أثناء قيامه بجولة داخل أسواق مدينة البوكمال.
وأفاد المراسل بأن “الوفد الأممي الذي زار المدينة، اجتمع مع المسؤولين التابعين للنظام في البوكمال، بحضور بعض القياديين في ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، من أجل افتتاح مكتب تابع لمنظمة الأغذية العالمي، لتوزيع مساعدات غذائية على المدنيين”.
وأضاف أن “الوفد الأممي طلب أثناء الاجتماع تأمين مستودعات خاصة ومكتب داخل المدينة، على غرار المكاتب التابعة لمنظمة الغذاء العالمي الموجودة في مدينة ديرالزور، من أجل توزيع المساعدات الغذائية على المحتاجين في المدينة، وإقامة مشاريع تنموية تخص إعادة إعمار البنى التحتية والصرف الصحي، وتأمين بعض المستلزمات الطبية للمشافي الحكومية”.
وأكد مراسلنا أن “قادة الحرس الثوري الذين حضروا الاجتماع، رفضوا تواجد الوفد الأممي في مدينة البوكمال، وطلبوا منهم المغادرة وعدم العودة إلى المدينة”، مشيراً إلى أن “الميليشيا أكدت للوفد أن المركز الثقافي الإيراني والمنظمات الإيرانية تقدم كافة المساعدات للمدنيين”.
وذكرت مصادر خاصة لمنصة SY24، أن “قيادة الحرس الثوري طلبت من وفد الأمم المتحدة تزويدها بالمساعدات الغذائية وتكليف الجمعيات الإيرانية بتوزيعها على السكان، دون دون الحاجة لتواجد الموظفين التابعين للأمم المتحدة في البوكمال”.
ولفتت المصادر إلى أن “الوفد الأممي رفض عرض الحرس الثوري، خشية احتكار هذه المساعدات لصالحها، واستعمالها كورقة ضغط على المدنيين لتنفيذ بعض الأغراض السياسية والدينية، خصوصاً مع تردي الوضع الاقتصادي لأغلب المدنيين المقيمين في مدينة البوكمال والقرى المحيطة بها”.
يشار إلى أن مدينة البوكمال السورية تخضع بشكل شبه كامل لسيطرة الميليشيات الطائفية التابعة لميليشيا الحرس الثوري الإيرانية المصنفة دولياً على لوائح الإرهاب.
