خرقت قوات النظام السوري حالة الهدوء الحذر التي تشهدها مدينة درعا، منذ ساعات صباح اليوم، جراء استهدافها بقذائف المدفعية وسط تحليق لطيران الاستطلاع في المنطقة، في ظل استمرار استقدام النظام السوري لتعزيزاته العسكرية إليها.
وقال مراسلنا، إن “المباحثات ما تزال جارية لإخراج من رفض مغادرة درعا البلد يوم أمس، ليتم بعدها تطبيق باقي بنود الاتفاق”.
وأضاف أن “هذه الاجتماعات تتم في الملعب البلدي بين الروس واللواء الثامن واللجنة الأمنية للنظام بدرعا”، مشيراً إلى عدم حضور اللجنة المركزية، في حين يمثلها “اللواء الثامن” خلال المفاوضات الجارية.
وتحدث مراسلنا عن خروقات ارتكبتها قوات النظام السوري أيضا، خلال ساعات الليل الماضية، على صعيد القصف والاشتباكات.
وتعليقا على ذلك قال المحلل السياسي “فراس السقال” لمنصة SY24، إنه “لم تختلف أوضاع درعا الحالية عمّا عانته كافة المناطق السورية، التي كانت تحت سيطرة ثوار وأبطال الثورة السورية، حيث لعب الدب الروسي المحتل لعبته المعهودة، في التضييق على كلّ من يرفع رأسه ويقول أنا ابن الثورة السورية، وتمثل هذا التضييق بالحصار والقصف ومسرحية المفاوضات، وتكررت هذه المهزلة في كامل مناطق سيطرة المعارضة (إن صحت التسمية)، والآن جاء دور درعا لإخلائها من جميع أحرارها وثوارها، وما كان ليكون ذلك إلا بسياسة الخنق والحصار والقصف”.
وتابع “والذي أراه أن ترحيل وتفريغ درعا من ثوارها، لن يتركها بعيدة عن انتهاكات النظام وخيانته لجميع العهود والمواثيق، ولن تسلم من نار قصفه وتدميره، وأقول أنّ روسيا وإيران لهما دور كبير في ذلك بسياسة الشد والرخي”.
وقال أيضا “سيتحمل مسؤولية هذا القصف الجائر بعد ترحيل الشرفاء الرافضين للتسويات، الفئات الغامضة الخائنة التي تلعب على الحبلين والتي مازالت تحيك المؤامرات ضد أبناء الثورة”.
وزاد قائلا “أظن أن للأردن دوراً كبيراً في هذا الشأن، حيث تزامن القصف والترحيل مع بعض التصريحات الأردنية في إلغاء فكرة رحيل المجرم الأسد”.
وأمس الثلاثاء، تم إبرام اتفاق بين الفيلق الخامس والروس، من أجل إخراج بعض الأشخاص من درعا البلد إلى الشمال السوري، وتسليم قائمة من المطلوبين، مقابل إيقاف العملية العسكرية وانسحاب قوات النظام من محيط درعا البلد، ليتم لاحقاً الاتفاق على باقي نقاط الخطوات لحل الأزمة في درعا وريفها.
وأشار مراسلنا إلى أن “الاتفاق لم يعلن عن بنوده حتى الآن، ومن المتوقع أن يفشل بسبب إصرار النظام على التصعيد والسيطرة على المنطقة بالكامل”.
من جهته، حذّر الائتلاف السوري أن الإجراءات التي يستمر النظام والميليشيات الإيرانية بتنفيذها على الأرض ضد المدنيين المحاصرين في أحياء مدينة درعا، “لا تشير إلى أي انفراجة قريبة”.
وذكر في بيان، اطلعت منصة SY24 على نسخة منه أن “الحصار المستمر وخطط التهجير المبيتة والقصف المتكرر، وسقوط الشهداء والمصابين، بالإضافة إلى الاستمرار في تحشيد التعزيزات والعناصر من جهة، وتعطيل كل مبادرات الحل من خلال شروط تعجيزية متكررة، كل هذه هي إجراءات باتت متوقعة ومتكررة، وتضع المدنيين تحت ضغط شديد وتعرضهم لانتهاكات و جرائم حرب”.
وشدّد الائتلاف على أن ” المطالبة بخروج قوات النظام والميليشيات الطائفية من درعا وفك الحصار عنها، بما يضمن حرية الحركة للمدنيين دون أي استهداف أو عرقلة لحياتهم؛ هي شروط منطقية وطبيعية وعلى كل الأطراف دعمها ومساندتها”.
ومنذ 24 من حزيران الماضي، تحاصر الفرقة الرابعة والميليشيات الإيرانية، أكثر من 50 ألف مدني داخل أحياء درعا البلد، ما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية في المنطقة، الأمر الذي يعتبر خرقاً لجميع الاتفاقيات المتعلقة بالجنوب السوري.