كشف ما تم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي وباعتراف وسائل إعلام النظام السوري، حول “إقامة أطفال حلب للكاراتيه في صالة مليئة بالجرذان ولا تصلح للاستخدام البشري”، حجم الفساد المستشري في جميع مفاصل ومؤسسات النظام، في فضيحة رياضية من العيار الثقيل، حسب مراقبين.
وفي التفاصيل التي وصلت لمنصة SY24، أوضح والد أحد الأطفال المشاركين أنه تمت دعوتهم للمشاركة في البطولة، ووصل تعهد من رئيس اللجنة الفنية بحلب “زكوان زينو” إلى الإداري المسؤول عن البطولة بحجز 10 غرف فندقية، وجُهِز منتخب حلب من 40 طفلاً تحت سن 14 عاماً.
وأضاف والد الطفل، أنه “بعد الوصول إلى حماة تفاجأنا بعدم وجود حجز فندقي وناشدنا المسؤولين لتأمين ذلك”.
وتابع قائلا إنه “بعد انتظار طويل تم إخبارنا بتأمين 15 سريراً في المدينة الجامعية رغم أن عدد المشاركين 40”.
وزاد قائلا إنه “عند الوصول إلى المدينة تم وضعنا في صالة كبيرة وفارغة تشبه المهجع ولا تصلح للاستخدام البشري”، مشيرا إلى أن “الصالة كانت متسخة بشكل كبير ومليئة بالحشرات والقوارض، ولم يتمكن بعض اللاعبين من النوم بعد مشاهدة الجرذان تتحرك بين أقدامهم، بينما نام المدرب والمدير الاداري للفريق في الباص”.
وتداول ناشطون صور “أطفال الكاراتيه” التي تُظهر الحال المزري الذي وصلوا إليه بسبب الفساد الحاصل في قطاع الرياضة.
وتعليقا على ذلك قال الحقوقي وابن مدينة حماة “عبد الناصر حوشان” لمنصة SY24، إن “الأوضاع الاقتصادية سيئة للغاية، إضافة إلى الفساد المستشري في كل مفاصل الدولة يجعلان من أي قصة واقعا، و هذه القصة من بين تلك القصص الكثيرة التي تدل على الفساد وإنهاك الاقتصاد السوري”.
ورجّح أن تكون اللجنة المنظمة للبطولة “تعاقدت صوريا مع أحد الفنادق واختلست المصاريف، فكل الاحتمالات مفتوحة، حتى في القطاع الخاص الأمر أسوء من ذلك، لذلك لا عتب على الرياضة”.
ولاقت هذه الحادثة ردود فعل عديدة من قبل متابعين للرياضة السورية، واصفين ما جرى بأنه يندرج ضمن “باب السرقات” التي تحصل في مختلف المؤسسات.
وأعرب آخرون عن استنكارهم إبعاد النظام للأشخاص المهتمين بتطوير الرياضة السورية ورفضهم إهانة أي لاعب وعدم منحهم الفرصة لإثبات أنفسهم، والاعتماد بدلا من ذلك على أشخاص لا هم لهم سوى الفساد والواسطات والمناصب والسرقة والخراب، على حد تعبيرهم.
وتعاني مناطق سيطرة النظام إضافة إلى الفساد في جميع القطاعات التابعة له ومنها الرياضة، من تهميش خدمي وفلتان أمني، يضاف إليها حالة الاقتصاد المتردي وغلاء الأسعار وتفشي فيروس كورونا، وسط استمرار الوعود التي يطلقها النظام والتي ما تزال حبرًا على ورق.