أثار دخول قافلة مساعدات إنسانية تابعة للأمم المتحدة إلى منطقة إدلب، اليوم الثلاثاء، ردود فعل غاضبة بين سكان وناشطي المنطقة، معلنين رفضهم لها كونها قادمة من مناطق سيطرة النظام السوري، ومستنكرين في الوقت ذاته موقف “هيئة تحرير الشام” وتسهيلها حركة عبور تلك الشاحنات.
جاء ذلك على لسان عدد من الناشطين، حسب ما رصدت منصة SY24، ومن بينهم الناشط الإعلامي “أبو فراس الحلبي”، والذي علّق على دخول تلك الشاحنات قائلا إنه “كيف تسمح حواجز هيئة تحرير الشام بدخول الشاحنات الإغاثية الأممية إلى المنطقة المحررة في الشمال عبر مناطق سيطر عليها الأسد؟”.
وتابع متسائلا أنه كيف تسمح “الهيئة” بذلك رغم ما يشكله هذا الأمر “من ضرر كبير وتهديد مستمر بإغلاق معبر باب الهوى في وجه المساعدات الأممية للشمال السوري؟!”.
ولفت النظر إلى أنه كيف سمحت “الهيئة” بمرور هذه القوافل القادمة من مناطق النظام، في حين أنهم “لم يسمحوا لمدني فقير اشترى كيس فليفلة من عفرين ليعبر به إلى إدلب كونه أرخص بـ 10 ليرات؟!”.
وفي السياق ذاته، استنكر ناشطون السماح بدخول هذه المساعدة في ظل استمرار القصف الروسي ومن قوات النظام على منطقة إدلب.
وقال بعضهم إن “السيارات التي دخلت قبل قليل إلى إدلب هي تحت حماية الهيئة، وتتبع للقاطرجي الممول الأول لنظام الأسد، وتحت حماية الطيران الروسي الذي أباد المناطق المجاورة لإدلب”.
وطالب البعض الآخر، بالخروج بمظاهرات مليونية في الشمال السوري ردَّا على السماح بمرور هذه المساعدات من مناطق النظام، وذلك للوقوف بوجه أي سيناريو يؤدي إلى “وضع إدلب تحت رحمة الأسد”.
وفي وقت سابق اليوم، دخلت الدفعة الثانية المؤلفة من 12 شاحنة مواد إغاثية إلى إدلب، حيث سيتم توزيعها على مناطق شمال غربي سوريا، بعد أن دخلت دفعة أولى يوم أمس الإثنين، مؤلفة من شاحنتين.
وتتزامن ردود الفعل الغاضبة بين أوساط المدنيين والناشطين، مع استمرار “الهيئة” بالتضييق عليهم ومنعهم إدخال المواد الغذائية والمحروقات من مناطق “درع الفرات” إلى المناطق الخاضعة لسيطرتها عبر حواجزها المتمركزة في منطقتي “الغزاوية ودير بلوط”.
الجدير ذكره، أنه في وقت سابق، ذكر تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان، أن معظم الاعتقالات التي تقوم بها هيئة تحرير الشام، تحصل على خلفية التعبير عن آرائهم التي تنتقد سياسة إدارة الهيئة لمناطق سيطرتها.