أكد الكاتب والباحث في الشأن العراقي “جاسم الشمري”، إن إدخال الميليشيات الإيرانية الأسلحة والصواريخ وإخفاءها ضمن سيارات لنقل الخضراوات يأتي خوفا من أي استهداف لها من طيران التحالف الدولي.
كلام “الشمري” جاء في تصريح خاص لمنصة SY24، وتعليقا على ما يتم تداوله بأن إيران أدخلت أسلحة عن طريق العراق إلى شرقي سوريا خلال الساعات الماضية، وأن تلك الأسلحة كانت مخبأة في شاحنات لنقل الخضراوات.
وقال “الشمري” إن “قضية تسهيل دخول هذه الأسلحة إلى سوريا هو أمر طبيعي جدًا، كون غالبية نقاط الحدود العراقية عدا الحدود الكردستانية، هي مناطق بيد القوى الولائية وعليه هي التي تتحكم بها وبإمكانها أن تدخل الصواريخ بشكل علني وليس عبر سيارات محملة بالخضار”.
وأعرب عن اعتقاده بأن “إدخال الأسلحة ضمن سيارات الخضار إلى شرقي سوريا، تم خوفا من استهداف طيران التحالف لها، وإلا فلا يوجد مانع داخلي عراقي من إدخال الصواريخ إلى سوريا”.
وبيّن “الشمري” أن “قضية التعاون ما بين القوى الولائية في العراق والنظام السوري بطريقة مباشرة أو عبر القوى الميليشياوية الموجودة في سوريا، وهي قضية ليست جديدة، فالكثير من تلك القوى العراقية الولائية تفتخر بأنها تقاتل في سوريا مع النظام وهذا الأمر ليس خافيا على أحد”.
وتابع “أعتقد أن هذا الأمر يأتي ضمن سياق دعم استمرارية بقاء الأسد في حكم سوريا، على الرغم من المجازر السابقة والحالية التي ينفذها النظام السوري بحق الأبرياء في عموم سوريا”.
ومضى قائلا “ولكن أعتقد أيضا أن هذا الأمر لا يمكن أن يستمر إلى ما لا نهاية وسنرى أن السوريين سينقلبون على هذه الحالة السلبية من أجل بناء سوريا الخالية من القتلة والمجرمين”.
وفي التفاصيل التي علّق عليها “الشمري”، أكدت عدة مصادر متطابقة تابعتها منصة SY24، ومن بينها العميد الركن “خليل الطائي” الخبير الاستراتيجي العراقي والذي قال إن “صواريخ إيرانية الصنع من نوع بركان أتش2، دخلت من إلى سوريا عبر دير الزور بشاحنات لنقل الخضار”.
ولفت إلى أن هذه الأسلحة تم تسليمها للميليشيات الإيرانية في محيط مدينة الميادين بريف دير الزور.
ونقلت مصادر أخرى عن موقع استخباراتي إسرائيلي أن “صواريخ باليستية قادرة على ضرب الأراضي الإسرائيلية دخلت من إيران إلي شرق سوريا”، دون أي تفاصيل إضافية.
وبات من اللافت عودة النشاط الإيراني إلى سوريا والتركيز على المنطقة الشرقية (دير الزور وما حولها) من خلال تصريحات المسؤولين الإيرانيين.
فقبل أيام، اعترفت إيران بمدى أهمية مدينة “البوكمال” شرقي سوريا بالنسبة لها، مؤكدة أن هذه المنطقة تقع ضمن ما تسميه “محور المقاومة” الذي تتزعمه طهران.
جاء ذلك في تصريح لافت للانتباه على لسان مستشار القائد الأعلى الإيراني للشؤون الدولية المدعو “علي أكبر ولايتي”، حسب ما رصدت منصة SY24.
وقال “ولايتي” إن “أفغانستان جزء من محور المقاومة الذي يضم إيران سوريا والعراق واليمن ولبنان وغزة والبوكمال، وأتوقع مستقبلًا مشرقا له”.
كما تتزامن تلك التحركات حتى من قبل جهات عراقية مدعومة من إيران ومساندة للنظام السوري، وأبرزها ميليشيا “الحشد الشعبي”، التي حاولت الضغط قبل أيام من أجل دعوة (النظام السوري)، للمشاركة في اجتماع القمّة لدول الجوار والذي عقد نهاية شهر آب الماضي في بغداد، إلا أن وزارة الخارجية العراقية رفضت توجيه الدعوة له.
وعقب ذلك أعربت طهران عن استيائها وانزعاجها من عدم دعوة النظام السوري إلى قمة دول الجوار في العاصمة العراقية بغداد، محاولة في الوقت ذاته إقناع العراق بتطبيع علاقاتها معه.
وادعى وزير الخارجية الإيراني، المدعو “حسين أمير عبد اللهيان” أنه كان من الضروري أن يشارك النظام السوري في قمة بغداد، على اعتبار أن سوريا دولة جارة مهمة للعراق، في حين رأى مراقبون أن إيران تجد في هذه القمة فرصة لإعادة تعويم النظام أمام دول المنطقة.
وتعمل إيران في سوريا على جميع الأصعدة العسكرية والاجتماعية والثقافية والدينية لإثبات وجودها على الأرض، في ظل أي متغيرات مستقبلية تطرأ على المنطقة.
وتسيطر ميليشيات إيران على عدة مدن وبلدات في ريف ديرالزور الشرقي، وتقيم فيها العشرات من القواعد العسكرية أهمها قاعدة “الإمام علي” في بادية مدينة “البوكمال”، بالإضافة إلى سيطرتها ت على معبر البوكمال البري عند الحدود السورية -العراقية، والتي تعد البوابة الرئيسية لدخول الميليشيات الإيرانية والعراقية الموالية لها إلى سوريا.
ويوجد في ديرالزور عدد كبير من الميليشيات الطائفية التابعة لميليشيا “الحرس الثوري” الإيرانية، وأهمها ميليشيا “فاطميون” الأفغانية، وميليشيا “زينبيون” الباكستانية، وميليشيات “أبي الفضل العباس” و “حزب الله” و “النجباء” العراقية، بالإضافة إلى ميليشيا “حزب الله” اللبنانية، والمصنفة جميعها على قوائم الإرهاب الدولية.