كشف موقع “ميديابارت” الاستقصائي الفرنسي، عن أن النظام السوري يستخدم حملة اللقاحات التي تقوم بها منظمة الصحة العالمية لمعرفة معلومات عن المعارضين لحكمه، الأمر الذي يشكل حالة من القلق والرعب لدى كثيرين خاصة من أبناء المنطقة الشرقية.
وفي التفاصيل التي تابعتها منصة SY24، نقل الموقع الفرنسي عن شخص يعمل في إحدى المنظمات غير الحكومية في المنطقة الشرقية بريف الرقة قوله، إن “فريق طبي سوري تشرف عليه منظمة الصحة العالمية تواجد في بلدة المنصورة لتحصين الطاقم الطبي والأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا”.
وأضاف المصدر ذاته للموقع الفرنسي، أن “الفريق الطبي عرض عليه التطعيم ضد فيروس كورونا، وبعد دقائق من تلقيه التطعيم سلّمه الفريق الطبي شهادتين: إحداهما موقعة من قبل قوات سوريا الديمقراطية، والثانية من قبل وزارة الصحة التابعة للنظام السوري وتحمل ختم النظام”.
وذكر الموقع الفرنسي، أن الشاب أبدى استغرابه من هذه الشهادة التي تحمل ختم النظام السوري، وأنه لدى سؤاله عن السبب اكتشف أن الفريق الطبي اعترف أنه ليس من منظمة الصحة العالمية ، لكنه يعمل في وزارة الصحة السورية التي ترتبط بها وكالة الأمم المتحدة بشراكة.
ولفت الموقع الفرنسي إلى أن حالة من القلق والخوف يعيشها هذا الشخص خاصة بعد أن قام الفريق الطبي التابع للنظام بتسجيل الكثير من التفاصيل عنه تتعلق باسمه وعنوانه ورقم هاتفه، وتفاصيل أخرى عن أسرته وحياته اليومية.
ونقل الموقع الفرنسي عن الشاب مخاوفه و”رعبه” من النظام السوري، إذ قال “أعطيت كل هذه المعلومات لنظام بشار الأسد ، فهذا يخيفني كثيراً”.
وذكر الموقع أن “هذا الشاب أصبح منذ ذلك الحين يخشى استخدام هاتفه خوفًا من التنصت عليه أو اختراق بياناته”.
وقال الشاب حسب الموقع ذاته “في الواقع، كنت دائما معارضا للنظام. بصراحة ، لم أكن لأوافق على التطعيم لو علمت أن نظام الأسد متورط في ذلك. حقًا ، أفضل أن أحصل على جرعة الشيطان على أن أتناول جرعة تمر عبر هذا النظام وعصابته”.
ولفتت مصادر أخرى ومن بينها “القدس العربي”، إلى أن منظمة الصحة العالمية تؤكد شراكتها مع النظام السوري والتنسيق في إدارة حملة التطعيم ضد كوفيد-19 من قبل وزارة الصحة التابعة للنظام، والتي تشمل التوزيع والمحادثة وتسليم شهادات وبطاقات التطعيم.
وتساءل الموقع الفرنسي “ماذا سيحدث للمعلومات التي تم جمعها خلال هذه الحملة؟ يعد هذا السؤال محورياً بالنسبة لسلامة آلاف السوريين؟”.
وأشار الموقع إلى أن منظمة الصحة العالمية أوضحت أنه أنه ليس لديها أي معلومات لتأكيد ما إذا كانت البيانات التي تم جمعها من خلال بطاقات وشهادات التطعيم قد تم إرسالها إلى دمشق أم لا، مشيرا إلى الغموض الكلي الذي يسود مراكز التطعيم المفتوحة في قلب المنطقة الخاضعة لسيطرة “.قوات سوريا الديمقراطية”.
وتعليقا على ذلك قال الناشط السياسي “مصطفى النعيمي” لمنصة SY24، “ربما يعود تقاطع المعلومات للمكانة التي وصل إليها النظام السوري في مجلس الإدارة بمنظمة الصحة العالمية، والصلاحيات التي تمتع بها النظام ربما أتاحت له الفرصة لسحب البيانات عن أماكن تواجد معارضيه وذلك من خلال قاعدة البيانات المعتمدة لدى الوزارة”.
واعتبر أنه “أمام هذا التجاوز لابد للمعارضة أن تخبر به مجلس الأمن والدول المعنية بالملف الحقوقي والإنساني، وتسجيل تلك الانتهاكات ووضعها في عهدتهم ومتابعة نتائجها وصولا لإبعاد النظام السوري عن مكانته ضمن مجلس الإدارة في منظمة الصحة العالمية، والعمل بجدول العقوبات المنصوص عليه ضمن القوانين الناظمة لمنظمة الصحة العالمية”.
وفي أيار/مايو الماضي، انتخبت “منظمة الصحة العالمية” بالإجماع في دورتها الـ 74 النظام السوري لعضوية المجلس التنفيذي فيها، كممثل عن الشرق الأوسط، متجاهلة المئات من المراكز الإنسانية والطبية في سوريا عموما ومناطق الشمال خصوصا.
ودعا مصدر طبي عامل في الشمال السوري، إلى الاحتجاج على انتخاب منظمة الصحة العالمية للنظام السوري لعضوية مجلسها التنفيذي، مؤكدا أنه لا بد من التذكير بالانتهاكات التي ارتكبها النظام بحق المشافي والمنشآت الصحية.