أكد مصدر طبي عامل في الشمال السوري، أنه من الضروري جدًا تأجيل افتتاح المدارس في عموم المنطقة شهرًا كاملًا، وذلك بسبب الانتشار السريع لفيروس كورونا وخاصة متحور “دلتا”.
جاء ذلك على لسان الدكتور “ياسر الفروح” المسؤول عن ملف الآثار الجانبية ضمن حملة اللقاحات ضد فيروس كورونا شمال سوريا، في تصريح لمنصة SY24، حول آخر مستجدات انتشار الفيروس.
وقال “الفروح”، إنه “بيوم 2 ايلول، تم تسجيل رقم قياسي جديد بعدد الإصابات الجديدة، مع ارتفاع مرافق بنسبة الإيجابية”، مؤكدا أنه “ما زال انتشار الفيروس متزايد في كل المناطق مع بدء تزايد الحالات المقبولة في المستشفى، والوفيات”.
وأعرب “الفروح” عن المخاوف من “انهيار النظام الصحي، وعدم قدرته على استقبال الحالات التي تحتاج الأوكسجين”.
ولفت الانتباه إلى أن “المطلوب تحقيقه لاحتواء الفيروس والحد من انتشاره كبير جدًا، لكن ما يمكننا القيام به هو فرض ارتداء الكمامة في كل مكان عام، فرض اجراءات تمنع التجمعات (أفراح وعزاء)، وتأجيل المدارس لمدة شهر كامل”.
من جهته، ذكر الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء” في بيان، أن “فرقه تواصل الاستجابة للجائحة ونقلت أمس الجمعة، جثامين 5 مدنيين من المستشفيات الخاصة بفيروس كورونا، كما نقلت 18 حالة إصابة إلى مراكز ومستشفيات العزل و9 حالات اشتباه إلى مراكز إجراء المسحات.
وفي السياق ذاته، وتعقيبًا على الأعباء التي يواجهها النظام الصحي شمال غربي سوريا، قال نائب المنسق الأممي الإقليمي للأزمة السورية “مارك كوتس” على حسابه في “تويتر”، إنه “مع ارتفاع الإصابات بكوفيد19 تصارع المستشفيات في مناطق من سوريا مزقتها الحرب للتأقلم مع الوضع كما أن هناك حاجة ملحة لتسريع اللقاحات”.
وأضاف أنه ” تم أمس تسليم أكثر من 350.000 جرعة عبر الحدود من تركيا إلى شمال غرب سوريا (وهي أكبر شحنة لقاحات إلى شمال غرب سوريا حتى اليوم)”.
وقال مراسلنا “رامي السيد” الذي رصد عملية دخول اللقاحات عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، إن “الدفعة الجديدة من لقاح كورونا، تعتبر الأولى من نوعها، من حيث العدد والنوع”.
وأوضح أن “عدد الجرعات يقدر بـ 360 ألف جرعة، وجميعها من نوع Sinovac الصيني”، مشيراً إلى أن “اللقاحات سوف يتم توزيعها بين منطقة إدلب وريف حلب في الشمال السوري”.
بدورها، أعلنت الجمعية الطبية السورية الأمريكية (سامز)، افتتاح قسم للعزل لتدبير الحالات الحرجة والصعبة من الأطفال المصابين أو المشتبه بإصابتهم بكوفيد، وذلك في مستشفى ابن سينا للأطفال في إدلب، وذلك في ظل انتشار المتحور دلتا من فيروس كوفيد 19 في شمال غرب سوريا، وازدياد الحالات الحرجة ضمن مستشفيات العزل التخصصية التي لم تستثن حتى الأطفال.
ويضم القسم حاضنتين وسريري عناية مركزة، مع جهازي تنفس آلي وأجهزة سيباب، بالإضافة لأسرة استشفاء بسعة كلية قدرها 15 سريرا.
وعن الهدف من افتتاح القسم، قال الدكتور “جمعة عيسى” اختصاصي الأطفال والمدير العام للمستشفى: “نمر حالياً في فترة حرجة من انتشار فيروس كورونا ولا تستطيع مستشفيات العزل تحمل هذا العدد من الحالات، لذلك تم إنشاء القسم والهدف منه تقديم الرعاية الصحية للأطفال المصابين بكوفيد 19 وتأسيس بنية تحتية للمستشفى قادرة على الاستمرار في تقديم خدمات متكاملة”.
ويعمل في القسم، حسب الجمعية، كوادر طبية خضعت لتدريبات للتعامل مع الأطفال المصابين بكوفيد من أطباء أطفال اختصاصيين ومقيمي، وفنييّ عناية وممرضي الأقسام وعمال ضبط العدوى. يجري تقديم الخدمات التخصصية اللازمة بإشراف من أطباء سامز أخصائي العناية المركزة عند الأطفال في أمريكا.
ووصل عدد الإصابات بالفيروس شمال غربي سوريا إلى 41866 إصابة، والوفيات إلى 782 حالة، والشفاء 25036، حسب مديرية صحة إدلب.