تشهد المناطق التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” في محافظة الحسكة، ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات الجريمة، بالرغم من الانتشار الكثيف للحواجز العسكرية ونقاط التفتيش في الأسواق والشوارع الرئيسية والفرعية.
وأفادت مصادر محلية، بأنه سجل أكثر من عشرين جريمة في المنطقة، خلال الأيام الماضية، وتنوعت بين جرائم القتل بقصد السرقة والتشليح والخطف، إضافةً إلى المشاجرات العشائرية والتي ذهب ضحيتها عدد كبير من القتلى والجرحى”.
وذكرت أن “الأسبوع الماضي تعرضت فتاة من ذوي الاحتياجات الخاصة للخطف من أمام منزلها في حي المشيرفة بمدينة الحسكة، حيث وجدت مقتولة بعد تلقيها عدداً من الطعنات في منطقة الرقبة، وذلك بغرض سرقة هاتفها المحمول من قبل بعض شباب المنطقة”.
كما عثر الأهالي على “جثة سلمان الحمادي” مقتولاً على طريق “السد” جنوب مدينة الحسكة، بعد اختفائه لأكثر من يومين وتم سرقة مبلغ مالي كبير كان بحوزته، بالإضافة إلى سرقة سيارة الأجرة التي يعمل عليها.
ووفقا للمصادر، فإن “أحد أهم أسباب ارتفاع معدلات الجريمة يعود إلى انتشار المواد المخدرة في المدينة بشكل كبير وإقبال الشباب على تعاطي هذه المواد”.
الشاب “طارق العجيل” من أبناء مدينة الحسكة، ذكر أن “المدينة تحولت إلى ما يشبه الغابة، وذلك لعدم قدرة الأجهزة الأمنية التابعة لقسد، والأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري الموجودة داخل الأحياء التي يسيطر عليها في المدينة، على إيقاف هذه الجرائم أو الحد منها، بل أحياناً نرى أن المجرمين هم عناصر من قسد أو عناصر في ميليشيا الدفاع الوطني”.
وقال في حديث خاص مع منصة SY24: “كنا سابقاً نتجنب الخروج ليلاً وخصوصاً في الأزقة الفرعية والشوارع الجانبية في الحسكة، أما الآن فإن التشليح والسرقة والقتل أصبح يتم في وضح النهار، في ظل حالة من الفلتان الأمني تشهده المدينة وضواحيها”.
وأضاف الشاب أن “عدد كبير من جرائم السرقة والقتل والتشليح يقف ورائها أقارب أو أصدقاء أو حتى ذوو الضحايا، وذلك لمعرفتهم بمواعيد دخولهم وخروجهم من المنزل، وأيضاً لعلمهم بما يملكون من أموال ومصاغ ذهبية”.
وأوضح أن “الجميع هنا أصبح يفكر بالرحيل عن هذه المدينة بأسرع وقت، لأن البقاء فيها قد يعرض حياتهم للخطر، في ظل عجز واضح من قبل قوى الأمن الداخلي التابعة لقسد عن إيقاف مثل هذه الجرائم”.
يذكر أن “قسد” تسيطر على كامل محافظة الحسكة في شمال شرقي سوريا، باستثناء بعض الأحياء التي يسيطر عليها النظام السوري في مركز المدينة، والتي تضم المربع الأمني وبعض المؤسسات التابعة له، إضافةً إلى المطار المدني الواقع في مدينة القامشلي والذي تحول إلى قاعدة عسكرية يدار من قبل المخابرات الجوية، وأيضاً بعض الوحدات العسكرية التابعة للنظام السوري (فوج كوكب، و فوج طرطب) شمال المدينة.