تعاني المناطق الخاضعة لسيطرة قوات “قسد” في ريف ديرالزور من أوضاع اقتصادية سيئة نتيجة انهيار قيمة العملة السورية والارتفاع في أسعار جميع المواد الغذائية، وازدياد واضح في ظاهرة البطالة جراء انعدام فرص العمل في المنطقة، الأمر الذي دفع معظم شباب المنطقة للعزوف عن الزواج لعدم قدرتهم على تحمل تكاليفه.
وبحسب مصادر محلية فإن أهم أسباب عزوف شباب ريف ديرالزور عن الزواج هو تكاليف الزواج الباهظة والمتمثلة في ارتفاع قيمة المهور، إضافةً إلى الذهب والهدايا إلى يقدمها الى عروسته، وأيضاً تكاليف حفل الزفاف وولائم الغداء والعشاء، ناهيك عن تكاليف تجهيز المنزل والأثاث وغيرها من التكاليف الأساسية.
وذكرت المصادر ذاتها، أن الرغبة في الخروج من المنطقة والهجرة إلى خارج مناطق سيطرة قوات “قسد” يعد من أهم الأسباب التي دفعت الشباب للعزوف عن الزواج، في محاولة منهم للهروب من المنطقة التي تعاني ركوداً اقتصادياً كبيراً، ناهيك عن الأوضاع الأمنية التي تشهدها المنطقة وعمليات الاغتيال والاعتقالات العشوائية التي تقوم بها قوات “قسد” بين الحين والآخر، وأيضاً عمليات التجنيد الإجباري التي دفعت معظم شباب المنطقة للهروب منها.
الناشط “أبو علي الشعيطي”، قال لمنصة SY24، إن “قيمة المهر الذي يتم طلبه في منطقة الشعيطات تبلغ حوالي 8 مليون ليرة سورية، بينما تصل قيمة تكاليف الزواج الأخرى، والتي تقسم بين العرس والولائم والهدايا، إلى مايقارب 5 مليون ليرة سورية، وهي أرقام كبيرة نسبياً على الشباب الراغب في الزواج”.
وتابع “قبل سيطرة تنظيم داعش وقوات قسد على المنطقة كانت عملية الزواج تتم بسهولة بالغة، وذلك بسبب عمل أهالي المنطقة في آبار النفط، والتي كانت عشيرة الشعيطات تسيطر عليها، إضافةً إلى وجود عدد كبير من أبناء المنطقة في دول الخليج، ولكن الآن أصبح الزواج صعب جداً نتيجةً لتراجع المستوى المعيشي لأبناء المنطقة”.
وأضاف أن “معدلات العنوسة في مناطق الشعيطات منخفضة بالنسبة لباقي مناطق ريف ديرالزور، وذلك بسبب انتشار ظاهرة تعدد الزوجات وتخفيف المهور بالنسبة للأرامل والمطلقات، حيث نجد عدد كبير من أبناء المنطقة لديهم ثلاث أو أربع زوجات”.
وفي سياق متصل، ذكر الشاب ياسر الأحمد (33 سنة)، وهو من أبناء مدينة البصيرة بريف ديرالزور الشرقي، أن “تكاليف الزواج المرتفعة دفعت معظم شباب المنطقة للعزوف عنه، والاتجاه نحو السفر إلى خارج مناطق سيطرة قسد باتجاه الشمال السوري ومنه إلى تركيا”.
وقال الشاب في حديثه لمنصة SY24، إن “قيمة المهر في مناطقنا تتراوح بين المليون و100 مليون ليرة سورية، وذلك بحسب العائلة والعشيرة والواجهة الاجتماعية، وهو ما دفع الشباب إلى التفكير مرتين قبل التقدم لطلب إحدى فتيات العائلات الكبيرة في المنطقة، إضافةً إلى رفض أهالي الفتيات تزويجهم لأي شخص من خارج عشيرتهم”.
وأضاف أنه “في حين تشهد قرى وبلدات ريف ديرالزور انتشار ظاهرة الزواج الثاني والثالث للتغلب على ظاهرة العنوسة، بسبب ارتفاع كبير في عدد الأرامل والمطلقات مقارنةً بعدد الشباب الموجود في ريف ديرالزور”.
يشار إلى أن المناطق الخاضعة لسيطرة قوات “قسد” تشهد، في الآونة الأخيرة، انتشار ظاهرة الهجرة إلى تركيا أو إلى إقليم “كردستان العراق”، وذلك بحثاً عن فرص عمل أفضل لتحسين أوضاعهم الاقتصادية وإعالة ذويهم، إضافةً إلى محاولتهم الهرب من عمليات التجنيد الإجباري التي تفرضها قوات “قسد” على الشباب في مناطق سيطرتها شمال شرق سورية.