مقتل شابة يهز إدلب.. وهكذا رثاها والدها

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

“جود رحلت وتركت وخزة في قلوبنا جميعًا.. كانت تحلم بمستقبل هادئ فقط”.. بهذه الكلمات نعى ناشطون سوريون الشابة “جود ياسر شريط” التي ارتقت بقصف من قوات النظام وروسيا على منطقة إدلب خلال ساعات الليل الماضية، والذي خلّف أيضا عددًا آخر من القتلى بينهم طفل. 

وخيّمت حالة من الحزن والألم على كامل منطقة إدلب بعد نبأ ارتقاء الشابة “جود”، والتي غادرت الحياة بقذيفة مدفعية من قوات النظام اغتالت وقضت على أحلامها ومستقبلها، وأنهت فرحة أسرتها بتخرجها من الجامعة والذي لم يمض عليه بضعة أيام وربما بضعة ساعات. 

“جود” البالغة من العمر 21 عامًا، تخرجت من كلية “علم النفس”، كما أنها تحفظ القرآن وتساعد في إدارة روضة للأطفال ومعهد لتحفيظ القرآن في منطقة “الضبيط” بريف إدلب، وهي أخت لمعتقل فقد حياته تحت التعذيب في سجون النظام السوري. 

ونعى ناشطون الشابة “جود” ومشاعر الأسى والألم والحزن تعتصر قلوبهم، وبدأوا بتداول الدعاء الذي كتبته على صفحتها في “فيسبوك” قبيل ساعات قليلة من ارتقائها بقصف النظام: “اللهُم خيرًا في كلّ اختيار، ونورًا في كل عتمة وتيسيرًا لِكل عسير، وواقعًا لِكل ما نتمنى، اللهم بحجم جمال جنتك أرني جمال القادم في حياتي وحقق لي ما أتمنى، واشرح لى صدري.. اللهم الرضا الذي يجعل قلوبنا هادئة وهمومنا عابرة ومصائبنا هيّنة”. 

وكان من أشد المواقف تأثيرًا وحزنًا والذي يوثق في ذاكرة الثورة السورية وما تشهده من مآسي، هو رثاء مدير صفحة “وفيات إدلب” التي توثق أخبار الوفيات في منطقة إدلب، ليتبين أنه والد “جود” والذي نشر خبر وفاة ابنته قائلًا “الثلاثاء 7/9/2021 أنعي لكم استشهاد ابنتي جود مساء اليوم إثر القصف على منطقة الضبيط عن عمر 21 سنة، وسيتم تشييع الجنازة غداً الأربعاء الساعة العاشرة صباحاً من جامع بلال، العنوان إدلب الضبيط جانب جامع بلال، إنا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة الا بالله”. 

وكانت صفحة الفقيدة “جود” على “فيسبوك”، منصة تلخص المأساة السورية وما يرتكبه النظام من جرائم وانتهاكات بحق السوريين الذين يحلمون بغد ومستقبل، والذي يقتل أحلام السوريين دون رادع أممي أو دولي، حسب تعبير أصدقاء “جود” والمتابعين لها. 

 

ومما زاد من ألم السوريين في منطقة إدلب وخارجها، هو ارتقاء عدد من المدنيين الآخرين ومن بينهم “نور الدين غفير المدرس في كلية الادارة والاقتصاد وإبنه مجد الدين البالغ من العمر 12 عامًا”. 

ونعاه رئيس جامعة حلب الحرة الدكتور “عبد العزيز الدغيم” قائلًا: “الأخ الكريم والصديق العزيز الدكتور نور الدين غفير أبو المجد..رافقني مراحل عديدة من الحياة ..طالب دراسات عليا وكان مجدا حتّى حصل على الدكتوراه، فعمل معي في جامعة حلب فرع إدلب قبل الثورة ومن ثم في جامعة فيلادلفيا عمان، ومن ثم في جامعة إدلب والنهضة، وكان في كل مراحله نبيلا رائعا باسما محبوبا في وسطه ودودا في علاقاته.. أصابته قذائف المجرمين في إدلب مع ابنه مجد فارتقيا في ملكوت الله شهيدين جميلين..رحمك الله اخي ابا المجد وتقبلك في الشهداء الخالدين وجعل ابنك ذخرا و فرطا لكم على حوض رسول الله صلّى الله عليه وسلم”. 

 

وخلال ساعات الليل، صعّدت قوات النظام وروسيا من قصفها المدفعي على منطقة إدلب شمال غربي سوريا، ذكر الدفاع المدني في بيان اطلعت منصة SY24 على نسخة منه “ليلة حالكة، راح ضحيتها 4 مدنيين، بينهم امرأة وطفل ووالده، بقصف مدفعي موجه بالليزر لقوات النظام وروسيا على مدينة إدلب وأطرافها الشرقية”.

وحاول الدفاع المدني لفت أنظار العالم إلى جرائم النظام في إدلب بعبارة “من يوقف تلك الهجمات القاتلة عن المدنيين؟”. 

كما استهدف قصف لقوات النظام بالقذائف الموجهة ليزريًا، النقطة الطبية في قرية مرعيان بريف إدلب الجنوبي، ما أدى إلى خروجها عن العمل. 

وفي هذا الجانب أشار فريق “منسقو استجابة سوريا” في بيان، إلى القصف الذي طال النقطة الطبية في بلدة “مرعيان”، وأدى إلى خروجها عن الخدمة”، مشيراً إلى أن “النقطة الطبية الوحيدة في بلدة مرعيان تقدم أبسط الخدمات لسكان قرى وبلدات جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي”.

ولفت إلى أن الآلاف من المدنيين سيضطرون إلى قطع مسافات طويلة للحصول على الخدمات الصحية، إضافة إلى المخاطر الكبيرة في نقل الإصابات الحربية إلى خارج المنطقة التي تشهد تصعيدا يومياً من قبل قوات النظام السوري وروسيا. 

 

وتشهد منطقة إدلب منذ عدة أسابيع خروقات متكررة من قوات النظام السوري وروسيا، في انتهاك واضح لكل الاتفاقيات المتعلقة بوقف إطلاق النار في منطقة خفض التصعيد الرابعة إدلب، الأمر الذي يتسبب بوقوع خسائر مادية وبشرية 

مقالات ذات صلة