أعلنت لجنة “التربية والتعليم” التابعة لـ “الإدارة الذاتية” في مدينة الرقة، بداية العام الدراسي الجديد 2021\ 2022، وبدأ الطلاب في مختلف المراحل الدراسية دوامهم في المدارس والأبنية التي تم إعادة تأهيلها من قبل اللجان المحلية في “مجلس الرقة المدني”.
وبلغ عدد الطلاب المسجلين في مدارس المدينة وريفها حوالي 130 ألف طالب وطالبة، موزعين على المدارس والأبنية المدرسية التي تم إعادة تأهيلها من قبل اللجان المحلية في “مجلس الرقة المدني” والتي بلغ عددها حوالي 368 بناء و مدرسة، وذلك مع دخول 40 مدرسة جديدة إلى الخدمة وذلك بعد إعادة تأهيلها.
في حين بلغ عدد المعلمين في مدينة الرقة وريفها هذا العام 4619 معلماً ومعلمة تم تاهيلهم خلال دورات صيفية شملت حوالي 600 معلماً مستجد، بالإضافة إلى الدورات التي أقيمت في معهد إعداد المدرسين في المدينة والتي تخصصت في رفع مستويات حوالي 800 معلماً ومعلمة في المدينة.
وكانت العملية التعليمية في مدينة الرقة وريفها قد توقفت بشكل شبه كامل خلال الفترة التي سيطر فيها تنظيم “داعش” على المنطقة، وقيامه بإيقاف تدريس المناهج التي كانت تدرس في تلك الفترة، بحجة أنها “غير مطابقة للشريعة الإسلامية”، الأمر الذي تسبب بانقطاع عدد كبير من الطلاب عن المدارس لسنوات طويلة.
وبعد سيطرة قوات سورية الديمقراطية المدعومة من قبل التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية على المدينة، مازالت العملية التعليمية تشهد تراجعاً ملحوظاً بسبب البطئ في إعادة تأهيل المدارس والمرافق الدراسية وعدم صيانتها بشكل مستمر، بالإضافة إلى تسرب عدد كبير من الطلاب من المدارس واتجاههم إلى سوق العمل لمساعدة ذويهم في تأمين معيشتهم، بسبب الارتفاع الكبير الذي تشهده أسعار معظم السلع الغذائية والتجارية في المدينة.
“عامر المحمد” 41 عاما، من سكان مدينة الرقة ووالد لطفلين في المرحلة الإبتدائية، ذكر أن “الأهالي يواجهون صعوبات كبيرة مع بداية العام الدراسي الجديد بسبب الأوضاع الاقتصادية التي يعانون منها، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار القرطاسية المدرسية وعدم قدرة ذوي الطلاب على تأمينها جميعها دفعةً واحدة”.
وفي حديث خاص لمنصة SY24 قال: “لدي طفلين في المدرسة ويحتاجون إلى ملابس وحقائب مدرسية، ناهيك عن القرطاسية المدرسية من كتب ودفاتر وأقلام وغيرها، حيث اضطررت إلى الاستدانة من أحد معارفي لتأمين هذه المستلزمات لهم”.
وأضاف “أنا أؤمن بأن التعليم هو أهم خطوة لتأمين مستقبل أطفالنا ولكن يجب على المؤسسات التي تدير المنطقة أن تعمل على توفير الجو المناسب للطلاب وذويهم، خصوصاً مع قيام عدد كبير من الأهالي بإخراج أبنائهم من المدارس وإرسالهم للعمل لمساعدتهم في مصروف المنزل”.
وفي سياق متصل، طالب أهالي وذوي الطلاب في مدينة الرقة توفير جو صحي مناسب لهم، وتعقيم المرافق المدرسية ودورات المياه بشكل يومي ومستمر، وذلك “تلافياً لانتشار الأمراض المعدية بين الطلاب وخصوصاً فيروس كورونا”، في حين نوه الأهالي إلى ضرورة إقامة حصص أسبوعية في المدارس من أجل “زيادة الوعي لدى الطلاب وشرح ضرورة التباعد الاجتماعي والنظافة الشخصية في الأوقات الراهنة، تجنباً للإصابة بأي من الأمراض المعدية”.
يشار إلى أن الأمم المتحدة، ذكرت في تقرير سابق لها، أن حوالي 450 ألف شخص في مدينة الرقة بحاجة للمساعدات الغذائية بشكل دوري، 47% منهم بحاجة للمساعدة العاجلة، بسبب “الوضع الاقتصادي والمعيشي السيء الذي يعانون منه”، حيث يحتاج قرابة 300 ألف طفل للمساعدة العاجلة من أجل الالتحاق بمدارسهم.
ونوهت الأمم المتحدة إلى أن 44% من مدارس مدينة الرقة تعرضت لدمار كبير نتيجة العمليات العسكرية التي شهدتها المدينة، ونصف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 12 سنة لا يتلقون التعليم أبداً، بالإضافة إلى النقص الكبير في التجهيزات والمعدات المدرسية التي تعاني منها 90% من مدارس مدينة الرقة.