أطلقت ميليشيا “الدفاع الوطني” الموالية للنظام السوري حملة عسكرية ضخمة، بهدف البحث عن المواقع التي تتحصن فيها خلايا تنظيم “داعش” المنتشرة في بادية ديرالزور الغربية، وذلك بعد تعرض حواجزها العسكرية الموجودة في المنطقة، خلال الأسابيع الماضية، إلى هجمات مسلحة أسفرت عن مقتل وإصابة عدد من عناصرها.
حيث خرجت من مدينة ديرالزور، مساء السبت 18 أيلول، تعزيزات ضخمة إلى ريف ديرالزور الغربي، ضمت عدداً كبيراً من عناصر ميليشيا “الدفاع الوطني”، بالإضافة إلى ثلاث سيارات محملة بعناصر من فرع الأمن العسكري وبعض وحدات جيش النظام السوري، وذلك بغرض تمشيط بادية ريف ديرالزور الغربي وإقامة نقاط وحواجز عسكرية متقدمة في المنطقة للحد من هجمات التنظيم.
مصادر مطلعة، أكدت لمنصة SY24، أن “السبب الرئيس وراء عمليات التمشيط التي أطلقتها ميليشيا الدفاع الوطني، جاءت بعد قيامها باعتقال أحد عناصر تنظيم داعش على أحد حواجزها الموجودة في بلدة المسرب بريف ديرالزور الزور الغربي”.
وأفادت مصادرنا بأن “شخصين ملثمين يركبان دراجة نارية ويرتديان ملابس جيش النظام العسكرية، توقفا عند حاجز تابع لميليشيا الدفاع الوطني بالقرب من مدخل بلدة المسرب بريف ديرالزور الغربي، وبعد رفضهم التعريف عن أنفسهم حاول عناصر الحاجز إيقافهم فتم اعتقال أحدهما، بينما استطاع الآخر أن يلوذ بالفرار إلى داخل بادية البلدة”.
وذكرت أن ميليشيا “الدفاع الوطني” قامت بنقل المعتقل إلى مركز القيادة في بناء “اتحاد الفلاحين” القديم عند مدخل حي “الجورة” في مدينة ديرالزور، وتم وضعه تحت حراسة أمنية مشددة ، ومنعت الدخول إليه أو التحدث معه إلى حين وصول قائد ميليشيا الدفاع الوطني “فراس العراقية”.
وأضافت المصادر، أن “العراقية” وصل إلى مقر الميليشيا مباشرةً، وأشرف بنفسه على عمليات التحقيق مع المعتقل، والذي اعترف بانتمائه إلى خلية تابعة لتنظيم “داعش، وذلك بعد “تعرضه لعمليات تعذيب جسدي ونفسي”، في حين أمر “العراقية” بعدم الاقتراب من المعتقل أو التعرض له، ليتم تحويله إلى دمشق صباح الأحد، من أجل “استكمال التحقيق معه”.
يشار إلى أن تنظيم “داعش” اعتمد سياسة الهجمات الخاطفة وحرب العصابات ضد مواقع قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية والروسية الموالية له، وذلك بعد خسارته لجميع المناطق التي كان يسيطر عليها وانسحابه منها، وتركيز تواجده داخل البادية السورية الممتدة بين محافظات (ديرالزور، وحمص، وحماه، والرقة).
ويعد تواجد الخلايا التابعة لتنظيم “داعش” في بلدة “المسرب” تطوراً خطيراً بالنسبة لقوات النظام السوري والميليشيات الموالية لها، والتي قد تؤدي إلى تسلل الخلايا التابعة للتنظيم إلى داخل المدن والبلدات التي تسيطر عليها قوات النظام وحلفائها، إضافة إلى تنفيذ عمليات “انتحارية” أو “اغتيالات” بحق ضباط ومسؤولين حكوميين، على غرار ما يحصل في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” في شمال شرق سوريا.