دقت اﻟﻤﻨﻈﻤﺎت ﻏﻴﺮ اﻟﺤﻜﻮﻣﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺼﺤﻲ ﺷﻤﺎل ﻏﺮب ﺳﻮرﻳا ﻧﺎﻗﻮس اﻟﺨﻄﺮ، محذرة من اقتراب وﺷﻴﻚ ﻻﻧﻬﻴﺎر اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺼﺤﻲ ﺑﺴﺒﺐ وﺻﻮل جائحة كورونا إﻟﻰ ذروﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ.
جاء ذلك في بيان صادر عن المنظمات وصل إلى منصة SY24 من مصدر طبي في الحكومة السورية المؤقتة.
وذكرت المنظمات في بيانها أنها وﺑﺎﻟﺘﻌﺎون ﻣﻊ ﻣﺪﻳﺮﻳﺎت اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ وﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻌﺎﻟﻤﻴﺔ “بذلت ﻛﻞ ﺟﻬﺪ ﻣﻤﻜﻦ ﻻﺣﺘﻮاء اﻟﺠﺎﺋﺤﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎم اﻟﻤﺎﺿﻲ، وقد ﺗﺨﻄﺖ ﻣﻨﻄﻘﺘﻨﺎ اﻟﻤﻮﺟﺔ اﻟﻤﺎﺿﻴﺔ ﺑﺄﻗﻞ اﻟﺨﺴﺎﺋﺮ دون أن ﻳﻨﻬﺎر اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺼﺤﻲ، أﻣﺎ اﻵن ﻓﺈن اﻟﻤﻮﺟﺔ اﻟﺤﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻮﺑﺎء ﻗﺪ وﺻﻠﺖ إﻟﻰ ﺣﺪ ﺧﻄﻴﺮ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮق”.
وأضافت أن آﺧﺮ اﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﻟﻮﺑﺎﺋﻴﺔ اﻟﺼﺎدرة ﺣﻮل اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، تشير إلى أن اﻟﺠﺎﺋﺤﺔ وﺻﻠﺖ إلى ﺗﺼﻨﻴﻒ “ﺟﺎﺋﺤﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﻴﻄﺮ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻣﻊ ﻗﺪرة ﻣﺤﺪودة ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﺼﺤﻲ ﻋﻠﻰ اﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔ”.
وتابعت أن ﻣﺎ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﻛﺎرﺛﻴﺔ اﻟﻮﺿﻊ ﻫﻮ إﺻﺎﺑﺔ ﻣﺰﻳﺪ ﻣﻦ اﻟﻜﻮادر اﻟﺼﺤﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﺮض وﺗﻮﻗﻔﻬﻢ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﻣﻤﺎ ﺳﻴﺘﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺷﻠﻞ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺼﺤﻲ، وﺳﺘﺼﺒﺢ أﺑﺴﻂ اﻷﻣﺮاض ﺳﺒﺒﺎ ﻟﻠﻮﻓﻴﺎت ﺑﺴﺒﺐ ﻋﺪم ﺗﻮاﻓﺮ اﻟﻜﻮادر، ﻳﻀﺎف ﻟﺬﻟﻚ ﺗﻮارد اﻷﻧﺒﺎء ﻋﻦ ﺣﻤﻠﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ وﻣﺎ ﺳﻴﺘﺒﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﻧﺰوح ﻳﺰﻳﺪ اﻟﻮﺿﻊ ﺳﻮء.
ولفت الانتباه إلى أنه ورﻏﻢ ﻛﻞ اﻟﺠﻬﻮد اﻟﻤﺒﺬوﻟﺔ لتوعية المدنيين “فإن اﻻﻟﺘﺰام ﺑﺎﻟﺘﺪاﺑﻴﺮ اﻟﻮﻗﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﻣﺎ زال دون اﻟﺤﺪ اﻷدﻧﻰ اﻟﻤﻄﻠﻮب، وﻫﺬا ﻣﺎ أوﺻﻠﻨﺎ اﻟﻴﻮم إﻟﻰ ﺣﺪ اﻹﺷﻐﺎل اﻟﺘﺎم ﻟﻠﻤﺸﺎﻓﻲ وﻣﺮاﻛﺰ ﻋﻼج ﻛﻮﻓﻴﺪ 19”.
وأشارت المنظمات إلى أن اﻟﻜﻮادر اﻟﺼﺤﻴﺔ ﻳﻨﺤﺼﺮ ﺗﺄﺛﻴﺮﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻼج و اﻟﺘﻮﻋﻴﺔ، “وﻟﺬﻟﻚ ﻓﺈﻧﻨﺎ ﻧﻌﻠﻦ أن ﺣﺠﻢ اﻟﺠﺎﺋﺤﺔ ﻗﺪ ﺗﺠﺎوز إﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻨﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ، وﻧﻨﺎﺷﺪ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺴﻠﻄﺎت اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺷﻤﺎل ﻏﺮب ﺳﻮرﻳﺎ أن ﺗﻘﻮم ﺑﻔﺮض ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺘﺪاﺑﻴﺮ اﻟﻮﻗﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﺠﺘﻤﻊ، و ﻧﺪﻋﻮﻫﻢ ﻟﺘﺤﻤﻞ ﻣﺴﺆوﻟﻴﺎﺗﻬﻢ ﺗﺠﺎﻫﻪ وﻋﺪم ﺗﺮﻛﻪ ﻟﻤﺼﻴﺮه اﻟﻤﺤﺘﻮم ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻟﺠﺎﺋﺤﺔ، و ﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﺗﺠﻨﺐ ﺗﺮك اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺼﺤﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﻔﺎ اﻻﻧﻬﻴﺎر”.
وطالبت المنظمات بضرورة تطبيق مجموعة من اﻟﺘﺪاﺑﻴﺮ اﻟﻮﻗﺎﺋﻴﺔ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺎﻣﻞ والتي من الممكن أن تسهم ﻓﻲ إﺑﻄﺎء ﺳﻴﺮ اﻟﺠﺎﺋﺤﺔ ﻧﺤﻮ ذروﺗﻬﺎ إﻧﻘﺎذا ﻟﺤﻴﺎة اﻵﻻف وﻣﻨﻌﺎ ﻣﻦ اﻧﻬﻴﺎر اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺼﺤي، وأهمها:
1ـ ﻓﺮض ارﺗﺪاء اﻟﻜﻤﺎﻣﺎت و ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻨﺎس ﻓﻲ ﻛﻞ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺸﻮراع و اﻷﺳﻮاق واﻟﻤﺴﺎﺟﺪو وﺳﺎﺋﻂ اﻟﻨﻘﻞ.
2ـ ﺗﻌﻠﻴﻖ اﻟﺪوام ﻓﻲ اﻟﻤﺪارس و اﻟﺠﺎﻣﻌﺎت ﻟﺤﻴﻦ إﻋﻼن ﻣﺪﻳﺮﻳﺎت اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ أن اﻟﻮﺿﻊ أﺻﺒﺢ ﻳﺴﻤﺢ ﺑﺎﺳﺘﺌﻨﺎف اﻟﺪوام، واﺳﺘﺒﺪال ذﻟﻚ ﺑﺪوام ﻋﻦ ﺑﻌﺪ ﺣﻴﺚ أﻣﻜﻦ ذﻟﻚ.
3ـ ﻓﺮض إﺟﺮاء ﻓﺤﺺ ﻛﻮﻓﻴﺪ-19 ﻋﻠﻰ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﻦ إﻟﻰ اﻟﻤﻨﻄﻘﺔ ﻣﻦ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻤﻌﺎﺑﺮ أو إﺑﺮاز ﺑﻄﺎﻗﺔ ﺗﺆﻛﺪ ﺗﻠﻘﻲ اﻟﻠﻘﺎح ﻛﺎﻣﻼ، وﻣﻦ ﺗﺜﺒﺖ إﺻﺎﺑﺘﻪ ﻓﻴﻄﻠﺐ ﻣﻨﻪ اﻟﻌﻮدة ﻣﻦ ﺣﻴﺚ أﺗﻰ ﻟﺤﻴﻦ إﺛﺒﺎت ﻓﺤﺺ ﺳﻠﺒﻲ.
4ـ ﺗﺨﻔﻴﻒ اﻻزدﺣﺎم ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛﻦ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﺑﻘﺪر اﻹﻣﻜﺎن وﻣﻨﻊ اﻟﺘﺠﻤﻌﺎت ﻏﻴﺮ اﻟﻀﺮورﻳﺔ ﻛﺎﻷﻓﺮاح و اﻟﺘﻌﺎزي واﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ، ﻳﺘﺮاﻓﻖ ذﻟﻚ ﻣﻊ ﻓﺮض اﻟﺘﺒﺎﻋﺪ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ اﻟﺘﺠﻤﻌﺎت ﻣﺜﻞ اﻟﺪواﺋﺮ اﻟﺨﺪﻣﻴﺔ و اﻟﻤﺴﺎﺟﺪ.
5ـ أﺧﺬ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺼﺤﻴﺤﺔ ﻣﻦ ﻣﺼﺎدرﻫﺎ اﻟﻤﻮﺛﻮﻗﺔ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﺮﻳﺎت اﻟﺼﺤﺔ اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ و ﺑﺮﻧﺎﻣﺞ اﻹﻧﺬار اﻟﻮﺑﺎﺋﻲ اﻟﻤﺒﻜﺮ EWARN و اﻷﺧﺬ ﺑﺘﻮﺻﻴﺎﺗﻬﻢ ﻟﻔﺮض ﺣﻈﺮ ﻣﺆﻗﺖ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺮى و اﻟﻤﺪن و اﻟﻤﺨﻴﻤﺎت اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺠﺎوز ﻧﺴﺒﺔ اﻹﺻﺎﺑﺎت ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺪا ﻳﺘﻄﻠﺐ ذﻟﻚ وﻓﻖ اﻟﻨﺴﺐ اﻟﻤﻌﺘﻤﺪة ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ رﻳﺜﻤﺎ ﺗﺨﻒ وﺗﻴﺮة اﻹﺻﺎﺑﺔ.
بدوره أعلن فريق الدفاع المدني، استمرار تسجيل أعداد كبيرة من الإصابات بفيروس كورونا في ظل إشغال كافة المشافي وتحذيرات بقرب انهيار النظام الصحي في شمال غربي سوريا.
وبيّن أن فرقه المختصة نقلت، أمس الإثنين، 12 حالة وفاة من بينهم 5 نساء من المستشفيات الخاصة بفيروس كورونا، كما نقلت 47 مصاباً بينهم 4 أطفال و22 امرأة إلى مراكز ومستشفيات العزل، بالتوازي مع استمرار عمليات التطهير للمرافق العامة وتوعية المدنيين.
وحسب مديرية صحة إدلب، بلغ إجمالي الإصابات في عموم شمال غربي سوريا 61586، والشفاء 32066، في حين وصلت أعداد الوفيات إلى 1003 حالات.