رائد الصالح لـ SY24: التهجير القسري جريمة حرب والمجتمع الدولي خذل السوريين

Facebook
WhatsApp
Telegram
مدير الدفاع المدني في سوريا "رائد الصالح"

أحمد زكريا – SY24

يلعب الدفاع المدني دورًا مهمًا في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام السوري في الداخل، على صعيد عمليات إنقاذ المدنيين وانتشال الضحايا من تحت الأنقاض التي تخلفها عمليات القصف المستمرة من قبل قوات النظام وداعميه.

ويواجه فريق “الخوذ البيضاء” الكثير من التحديات والصعوبات خلال عمليات الإنقاذ ونقل المصابين، الأمر الذي تسبب بسقوط العديد من الضحايا في صفوف تلك المؤسسة التي تمتلك حاضنة شعبية كبيرة في عموم المناطق المحررة.

موقع SY24 التقى بمدير الدفاع المدني في سوريا “رائد الصالح” متحدثاً عن الدور الذي يلعبه فريق الدفاع المدني السوري اليوم في المناطق المحررة في ظل الصراع الدائر على الأرض قائلاً: “الدفاع المدني يلعب دورًا كبيرًا في الاستجابة الطارئة في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، وذلك لعمليات الإسعاف والإخلاء وعدة حالات أخرى”.

وبيّن “الصالح” أن من أبرز الصعوبات التي تواجه عمل الدفاع المدني السوري هي “الهجمات التي تستهدفه بشكل مباشر، الأمر الذي أدى لسقوط عدد كبير من الضحايا في صفوف الفريق، حيث بلغ عدد شهداء فريق الدفاع 233 شهيداً منذ اندلاع الثورة السورية، وهذا ما لا نستطيع تفاديه لأنه إذا تفاديناه فسنكون متأخرين عن إنقاذ أرواح المدنيين في المناطق التي تتعرض للقصف”.

ووصف مدير الدفاع المدني في سوريا الوضع في الغوطة الشرقية بأنه “خطيرٌ جدًا” مضيفًا أن: “ما جرى من عملية تهجير قسري هو جريمة حرب وكان على المجتمع الدولي أن يتحرك لضمان سلامة المدنيين”.

وفي رد منه على سؤال حول مدى قدرتهم على الاستجابة لمتطلبات المهجرين من مدن وبلدات الغوطة الشرقية باتجاه الشمال السوري قال “الصالح”: “لدينا قدرة كبيرة على الاستجابة لعملية التهجير القسري التي تمت من الغوطة الشرقية، وقمنا مع عدة منظمات أخرى بإطلاق حملة “لأهل الكرم” لاستقبال أهلنا من الغوطة الشرقية، وكان هناك مخصصات كبيرة جدًا من قبل المنظمات الإنسانية”.

وتابع : “نحن كدفاع مدني خصصنا 30 سيارة إسعاف و30 سيارة إخلاء بالإضافة لسيارات نقل الإغاثة وتجهيز أماكن لإيواء المهجرين قسريًا، وأيضًا قمنا بتجهيز مراكز إيواء للمهجرين ولفرق الدفاع المدني التي ستأتي باتجاه الشمال السوري”.

وفي السياق ذاته، أشار “الصالح” إلى أنه سيكون هناك خطة لاحقة لعملية توزيع عناصر الدفاع المدني التي كانت تتواجد في مدن وبلدات الغوطة الشرقية قبل عملية التهجير، وذلك من أجل استيعاب الفرق المتطوعة التي كانت تعمل في ريف دمشق، مشيرًا إلى أنه لا إحصائية محددة عن العدد الإجمالي لعناصر الدفاع المدني داخل الغوطة الشرقية التي ستخرج، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه “سيتم استيعاب كافة أعدادهم”.

وفيما يخص فريق الدفاع المدني الذي سيبقى في مدينة “دوما” في حال تم الاتفاق على عدم تهجير سكان المدينة، أوضح “الصالح” بأنه لم يتم الاطلاع من جانبهم على عملية المفاوضات الجارية في مدينة دوما بين جيش الإسلام والطرف الروسي.

وأضاف قائلًا: “لا نعلم إن كان فريق الدفاع المدني المتواجد في دوما سيخرج أم لا، لذلك لا يمكننا اتخاذ القرار المناسب في هذه الأثناء ريثما تتكشف ملامح المفاوضات الجارية ومصير المدينة والمدنيين وفريق الدفاع المدني العامل هناك”.

على صعيد آخر، يواجه فريق الدفاع المدني العديد من الاتهامات من قبل رأس النظام بشار الأسد والقوى المساندة له بأن مؤسسة الدفاع المدني “ذراع للإرهاب” في رسالة واضحة من تلك الأطراف للطعن بعمل تلك المؤسسة وتجييش الرأي العام الغربي ضدها.

وفي هذا الصدد قال “الصالح”: “واجهنا اتهامات كبيرة حتى الأن، ولكن هذه الاتهامات لن تؤثر على عملنا فنحن نقدم حقائق ما يحصل في سوريا، لذلك نواجه تلك الاتهامات، ونحن نواجه بالأرقام ماذا يحصل في سوريا ونحن نعمل على إرساء السلام والاستقرار في سوريا لذلك هناك اتهامات كثيرة تواجهنا من قبل روسيا والنظام”.

وخلال اللقاء تحدث مدير الدفاع المدني في سوريا عن دورهم المستقبلي وقال: “دورنا المستقبلي سيكون حسب طبيعة الوضع السياسي في سوريا، فإذا كان هناك حل سياسي شامل سنلعب دورًا بإعادة الاستقرار وإعادة الإعمار في المناطق التي تعرضت للدمار بسبب عمليات القصف الممنهجة من قبل طيران روسيا والنظام”.
أما عن نظرة فريق الدفاع المدني لسوريا المستقبل، فأعرب “الصالح” عن أمله في أن تكون سورية حرة مستقلة ديمقراطية تحترم حقوق الانسان والأقليات، وتعمل على صيانة كافة الحقوق، وبعيدة عن الصراعات والحروب الداخلية والخارجية.

وعن رسالته الموجهة للمجتمع الدولي قال “الصالح” في ختام اللقاء: “لم يبقَ أيُّ رسالةٍ نوجهها للمجتمع الدولي بعد تخاذله الذي شهدناه على مدى سبع سنوات، وكل شيء ممكن أن يحدث فحدث، ولكن حجم التخاذل الذي تعرض له الشعب السوري لم يتعرض له أي شعب آخر، وعلى المجتمع الدولي أن يعيد صياغة طريقة عمله حتى يكون بالفعل هناك دور للمجتمع الدولي في حماية المدنيين في ظل الصراعات الدائرة، ولكن يبدو أن المجتمع الدولي قد نسي هذا الدور تمامًا في سوريا”.

الجدير ذكره، أن مجلة “التايم الأمريكية” اختارت عام 2017 “رائد الصالح” مدير الدفاع المدني في سوريا، من بين “مئة اسم” من الشخصيات الأكثر تأثيرًا في العالم، حيث تختار المجلة هذه القائمة كل سنة حسب تصويت تقوم به على موقعها الخاص.

مقالات ذات صلة