نشر فريق الدفاع المدني السوري تقريراً مفصلاً بمناسبة اقتراب السوريين من دخول الذكرى السابعة للتدخل العسكري الروسي المباشر لدعم النظام السوري الذي بدأ في 30 أيلول 2015، وأدى لمقتل وجرح آلاف المدنيين بينهم أطفال ونساء، وتدمير آلاف المنازل والبنى التحتية.
وقال الدفاع المدني في تقريره الذي وصل نسخة منه لـ SY24: “سخّرت روسيا في سبيل ذلك آلتها العسكرية للفتك بالسوريين، مستخدمة سياسة الأرض المحروقة، ومفتخرة بتحويل أجساد السوريين ومنازلهم لساحة حرب لتجريب أسلحتها والترويج لبيعها، ما خلف نتائج كارثية بالجانب الإنساني بعدد الضحايا والمجازر وعمليات التهجير، وبالجانب المادي بتدمير البنية التحتية ومسح مدن وبلدات بأكملها عن الوجود”.
وأضاف التقرير: “رغم وقف إطلاق النار في شمال غربي سوريا، و الذي دخل حيز التنفيذ في 6 آذار 2020 وكانت روسيا طرفاً وضامناً فيه فإنها ما تزال مستمرة في هجماتها العسكرية الداعمة لنظام الأسد، ما يهدد سلامة أكثر من 4 ملايين مدني نصفهم مهجرون”.
أكثر من 12 ألف مدني بين قتيل وجريح
يقول الدفاع المدني في تقريره: “أدت الهجمات الروسية البالغ عددها بحسب توثيقات الدفاع المدني السوري (5586) هجوماً ـ وهذه ليست كل الهجمات إنما فقط ما استجابت له الفرق، يوجد عدد كبير من الهجمات لم تتمكن الفرق من الاستجابة لها كما أنها لا تشمل الهجمات المشتركة بين نظام الأسد وروسيا ـ أدت الهجمات على مدى السنوات الست الماضية لمقتل أعداد كبيرة من المدنيين”.
وأكد التقرير: “وثقت فرقنا خلال الفترة الممتدة من 30 أيلول 2015 حتى 20 أيلول 2021 مقتل 4018 مدنياً بينهم أطفال ونساء، وتعبّر هذه الأرقام عن المدنيين الذين استجابت لهم فرقنا وقامت بانتشال جثثهم، لأن عدداً كبيراً يتوفى بعد إسعافه، أو بعد أيام من إصابته أو لم تتمكن فرقنا من انتشالهم، وهذه الأعداد لا توثقها فرقنا، وتمكنت فرقنا من إنقاذ 8272 مدنياً أصيبوا جراء الغارات والقصف الروسي”.
المجازر الموثقة
وثق الدفاع المدني السوري خلال ست سنوات من التدخل الروسي، أكثر من 272 هجوماً من قبل القوات الروسية أوقع كل هجوم منها أكثر من 10 ضحايا (قتلى ومصابون) وتسببت تلك الهجمات بمقتل 2448 شخصاً، فيما أصيب 4658 شخصاً آخر، من بين إجمالي الهجمات وثق الدفاع المدني السوري 184 هجوماً تسبب كل منها بوقوع مجزرة (5 قتلى وأكثر) خطفت تلك المجازر أرواح 2271 شخصاً على الأقل. يقول التقرير.
المرافق الحيوية والأماكن المستهدفة
وبحسب التقرير، تركزت الهجمات الروسية على مراكز المدن ومنازل المدنيين والمرافق الحيوية، بهدف تهجير المدنيين وتدمير كافة أشكال الحياة التي تدعم استقرارهم، حيث استهدفت 68٪ من تلك الهجمات منازل المدنيين بواقع (3805 هجوماً)، فيما كانت الحقول الزراعية بالمرتبة الثانية 16٪ من الهجمات (885 هجوماً)، ومن ثم المحال التجارية 6٪ (330 هجوماً) ومن ثم المشافي والمراكز الطبية بـ (70 هجوماً) ومراكز الدفاع المدني (60) هجوماً، والأسواق الشعبية بـ (53 هجوماً) والمدارس (46) هجوماً، و (23 هجوماً) استهدف مخيمات تأوي نازحين، و(35) هجوماً استهدف مساجد وأماكن عبادة، (18) هجوماً استهدف أفراناً، إضافة لعشرات الهجمات التي استهدفت مبانٍ عامة ومحطات وقود وغيرها من المرافق.
الهجمات على الدفاع المدني السوري
استهدفت القوات الروسية بشكل مباشر فرق الدفاع المدني السوري أثناء عملهم على إنقاذ المدنيين، وقتلت 36 متطوعاً وجرحت 163 متطوعاً آخر منذ بدء تدخلها المباشر عام 2015، وقتل المتطوع “عبد اللطيف الضحيك” بتاريخ 30-9-2015 في مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، بعد استهداف الأحياء السكنية للمرة الأولى بالطيران الحربي الروسي، كما تعرض أكثر من 60 مركزاً للهجوم، ما تسبب بدمارها بشكل جزئي أو كامل، وفقاً للإحصائيات.
التوزع الجغرافي والزمني للهجمات
توزعت الهجمات الروسية التي يبلغ عددها (5586) هجوماً منذ بدء التدخل على أغلب المحافظات السوري وكان لإدلب النصيب الأكبر منها، بواقع (3759) هجوماً وتشكل 60% من الهجمات، فيما تم استهداف حلب وريفها بـ (1175) هجوماً تلتها حماة بـ (521) هجوما، ثم وريف دمشق بـ (255 هجوماً) وتعرضت درعا لـ (205) هجمات، إضافة لأكثر من (50) هجوما على حمص ودمشق.
وتوزعت تلك الهجمات (5586) هجوماً بحسب الفترات الزمنية، (194) هجوماً في 2015، و(1064) هجوماً في 2016، و(1041) هجوماً في 2017، و(804) هجمات في 2018، و(1567) هجوماً في 2019 وهو العام الأعنف بالهجمات، و(821) هجوماً في 2020، (98) هجوماً في 2021.
الأسلحة المستخدمة
اتبعت روسيا سياسة الأرض المحروقة في دعمها لقوات النظام على مدى السنوات الستة الماضية، وتنوعت الأسلحة المستخدمة بالهجمات على المدنيين من قبل القوات الروسية، وكان معظمها بالغارات الجوية بنسبة 92٪ من الهجمات وبلغ عددها (5131) غارة جوية، فيما شنت روسيا (319) هجوماً بالقنابل العنقودية المحرمة دولياً، واستخدمت كذلك الأسلحة الحارقة في (130) هجوماً على المدنيين، و4 هجمات بطائرات درون، وهجومان بـ صواريخ أرض ـ أرض، بحسب الدفاع المدني.
وتدعم روسيا قوات النظام بشكل مباشر بالأسلحة التي يستخدمها كما زودته بقذائف مدفعية موجهة بالليزر من نوع (كراسنوبول)وهي ذات دقة عالية تستخدمها قوات النظام في استهداف المدنيين وفرق الدفاع المدني السوري، ما أدى لوقوع عدد كبير من الضحايا خلال أشهر حزيران وتموز وآب حيث كثفت قوات النظام استخدامها لهذا النوع من السلاح، وهذا ما يؤكد أن القصف ممنهج بهدف إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا.
وتحدث التقرير عن التهجير القسري وإجبار ملايين السوريين على النزوح من منازلهم إلى مناطق أخرى كانت فيها مقومات الحياة شبه معدومة، مع استمرار عمليات التهجير وبغطاء سياسي روسي، تحت حجج وذرائع واهية، واتفاقيات زائفة كان النظام السوري ينقضها برعاية روسية.
للاطلاع على التقرير الكامل، اضغط على الرابط هنا