وقع انفجار ضخم في أحد أنابيب نقل الغاز بين حقلي (العزبة والجفرة) بريف ديرالزور الشمالي الخاضع لسيطرة “قوات سورية الديمقراطية، بعد عدة ساعات من تعرض مواقع تابعة للميليشيات الإيرانية في بادية مدينة الميادين بريف ديرالزور الشرقي، لقصف مكثف من قبل طيران مجهول الهوية، الأمر الذي أدى إلى وقوع عدد كبير من عناصر هذه الميليشيات بين قتيل وجريح.
وذكرت مصادر محلية، الثلاثاء، أن طائرة مسيرة مجهولة الهوية قامت باستهداف سيارة تابعة لميليشيا “الحرس الثوري الإيراني” على أطراف قرية “محكان” بريف مدينة الميادين بصاروخ مباشر، مما تسبب باحتراقها بالكامل ومقتل وإصابة من كان فيها.
في حين تعرض موقع عسكري تابع لمليشيا “فاطميون الأفغانية” في منطقة “المزارع” بمدينة الميادين للقصف بعدة صواريخ، أسفرت عن إصابة عدد من عناصر المليشيا بجروح وتم إسعافهم إلى مشفى الشفاء الإيراني في المدينة، وسط حالة من الهلع والذعر دبت بين صفوف عناصر هذه المليشيات.
وأفادت مصادر خاصة لمنصة SY24، بقيام قادة ميليشيا “فاطميون الأفغانية” بالطلب من عناصرها إفراغ جميع المقرات العسكرية التابعة لها في المدينة، والنزول إلى الشوارع والاختلاط مع المدنيين، وذلك تجنباً لاستهدافهم من قبل الطيران مجهول الهوية الذي كان يحوم فوق المدينة.
وأشارت مصادرنا، إلى أن عناصر الميليشيا قاموا بفرض طوق أمني كثيف حول المقرات العسكرية التي تعرضت للقصف، حيث منعت استخدام الهواتف المحمولة وتصوير المواقع العسكرية التي استهدفها الطيران المسير.
وفي شرق الفرات، أقدم عدد من الأشخاص “مجهولي الهوية” على تفجير خط لنقل الغاز بين حقلي (العزبة والجفرة) النفطيين في ريف ديرالزور الشمالي الخاضع لسيطرة “قوات سورية الديمقراطية”، مما تسبب بوقف إمداد الغاز بين هذين الحقلين، في حين هرعت فرق الإطفاء وورشات الإصلاح إلى مكان الحادث للسيطرة على الحريق وإصلاح العطل الناجم عن الانفجار، بينما لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن هذا الهجوم.
الانفجار في خط الغاز بمناطق سيطرة “قوات سورية الديمقراطية” وقع بعد عدة ساعات من تعرض مواقع تابعة لميليشيا “الحرس الثوري الإيراني” وميليشيا “فاطميون الأفغانية” في ريف ديرالزور الشرقي لهجوم من قبل طيران مسير مجهول هوية، مما أثار تساؤلات حول إمكانية وقوف الخلايا التابعة لهذه المليشيات وراء هذا الهجوم.
الصحفي السوري “محمد الجاسم”، ذكر أن “الخلايا التابعة للنظام السوري والميليشيات الإيرانية باتت تتحرك بشكل أكبر وأوسع في مناطق سيطرة قوات سورية الديمقراطية شرق الفرات، وخصوصاً مع حالة من الإنفلات الأمني الذي تشهده هذه المناطق”.
وفي حديث خاص مع منصة SY24 قال “الجاسم”، “من المحتمل أن تقف خلايا تابعة للنظام والميليشيات الإيرانية وراء عملية تفجير خط الغاز في ريف ديرالزور الشمالي، وذلك انتقاماً لاستهداف مواقعها قبل عدة ساعات من قبل طيران مجهول الهوية يرجح أنه إسرائيلي”.
وأضاف أن “داعش لم تتبنى العملية إلى الآن، بينما تقوم كتائب الشرقية باستهداف الأنابيب التي تنقل الغاز من مناطق قسد إلى مناطق النظام، في حين أن الخط المستهدف بين حقلي العزبة والجفرة هو خط داخلي، لذلك أصابع الاتهام جميعها تتجه نحو النظام السوري وميليشياته الطائفية، لأنه الوحيد المستفيد من هذا الهجوم والذي يأتي ضمن الحرب الاقتصادية التي تقودها هذه الميليشيات ضد قسد في مناطق سيطرتها شرق الفرات”.
يشار إلى أن المواقع التابعة للمليشيات الإيرانية في مدينة ديرالزور وريفها تتعرض بشكل مستمر إلى ضربات جوية ينفذها طيران مجهول الهوية، يعتقد أنه إسرائيلي، وخصوصاً في ريف مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية، والتي تسببت بمقتل العشرات من عناصر هذه الميليشيات، وتدمير شحنات كبيرة من الأسلحة والذخائر كانت في طريقها إلى الداخل السوري.