أطفال الشمال يجمعون قوت يومهم من مخلفات القمامة!

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

أمام إحدى حاويات القمامة في الشارع الرئيسي لمدينة سرمدا، يقف الطفل “فراس” 12 عاما، على أطراف أصابع قدميه، يحاول أن يرمي بجسده داخل الحاوية بحثاً عن علب فارغة من البلاستك والنايلون، يجمع ما تمسكه يديه النحيلتين قبل أن يلتقطها طفل آخر، ويضعها في كيس أبيض كبير.

يقول فراس إنه يجمع مخلفات البلاستيك وكل ما يمكن بيعه من خردة وبقايا أدوات مكسورة أو مرمية، من كل مكان يصادفه في الشوارع وعلى أرصفة  الطرقات.

تعد الحاويات أمام المحال التجارية والأسواق والمطاعم أكثر مكان يجمع منه العلب البلاستيكية الفارغة حسب من التقيناهم من الأطفال.

“فراس” واحد من مئات الأطفال المنتشرين في شوارع محافظة إدلب، لم يدخلوا المدراس يوماً أو يتلقوا حقهم في التعليم لأنهم يحمّلون أنفسهم أعباء عائلية فرضتها عليهم الظروف المعيشة الصعبة وخلفتها سنين الحرب القاسية.

عملهم في جمع وبيع المخلفات وعلب الكولا هو بالنسبة لهم “فرصة عمل” تعود عليهم بقطع نقدية قد لا تتجاوز عشر ليرات تركية بعض الأحيان، يقول فراس إنها تعادل ربطتي خبز وثمن كيلو بطاطا واحد كوجبة غداء يومية، لإخوته الخمسة وأمهم التي تعمل أيضا في ورش نسائية لتأمن مصروف عائلتها بعد موت زوجها قبل أربع سنوات.

يعود الطفل إلى خيمته في دير حسان وقد باع ما جمعه طيلة النهار لصاحب سيارة جوالة تشتري الخردة والبلاستيك من الأطفال والتي بدورها تبيعها إلى تجار مراكز بيع الخردوات المنتشرة في المنطقة.

يعتبر الأطفال العاملين بجمع مخلفات النايلون أذرع أخطبوطية لهذه المراكز  فمن دونهم لا يمكن جمع كميات كبيرة منها ويقابل هذا العمل الشاق أجر بسيط كما أخبرنا الأطفال.

عائلات كثيرة زجت بأطفالها في الشارع للعمل، إما لفقد المعيل في الحرب أو الاعتقال أو الهجرة، أو لعجزه عن العمل لإعاقة مستدامة أو عدم الحصول على العمل، حيث تعد الأسباب الاقتصادية وتردي الوضع المعيشي والغلاء وقلة فرص العمل من أبرز أسباب عمالة الأطفال.

تقول أحلام الرشيد” ناشطة إنسانية ومسؤولة في لجنة حماية الطفل التطوعية، لمنصة SY24، إن هذه الظاهرة جريمة بحق الأطفال الذين تنتهك حقوقهم في التعليم الصحة واللعب كباقي الأطفال في العالم، ومعظمهم يعيشون في مخيمات عشوائية تفتقد لأدنى مقومات الحياة وهذا الأمر يترك أثراً نفسياً سيئاً لدى الطفل كما قد يتعرض لخطر التحرش والاعتداء الجسدي و حوادث السير.

وتضيف “الرشيد”، أن الأطفال في الشوارع هم أكثر عرضة للمشاكل الصحيّة بسبب قضاء معظم أوقاتهم تحت أشعة الشمس في فصل الصيف، أمّا في فصل الشتاء فيُعانون من أمراض الجهاز التنفسي.

لخصت الرشيد بعض الطرق والسبل العلاجية للحد من ظاهرة يمكن ذكرها في عدة نقاط: تحقيق مبدأ التكافل الاجتماعي بين الناس، من خلال دعوة المؤسسات المدنية كالجمعيات الخيرية والمنظمات المحلية والفرق التطوعية بالتبرع للفئات العاجزة عن العمل، أو الكسب الحلال، كالأيتام، والأرامل، وكبار السن، والمعاقين، كذلك الأشخاص المتعففين الذين يقعون تحت وطأة الفقر الشديد والعوز، إضافة إلى تطبيق آلية الزكاة على الأشخاص القادرين عليها، فهي تعتبر وسيلة وقاية مجتمعية للحد من الفقر.

والأهم حسب قول “الرشيد” متابعة الأطفال ومعرفة ظروفهم وتأمين فرص عمل لذويهم، أو كفالتهم مادياً من قبل المنظمات الإنسانية لتأمين عودتهم للمدارس.

حيث ذكر تقرير لمنظمة اليونيسيف 2019، أن أكثر من مليوني طفل أي أكثر من ثلث الأطفال السوريين هم خارج المدرسة، ويواجه 1.3 مليون طفل خطر التسرب المدرسي.

مقالات ذات صلة