تتنقل “أميرة” أم لطفلين مقيمة في مدينة إدلب، بين مجموعتين على تطبيق WhatsApp عبر هاتفها المحمول لمتابعة تعليم أطفالها “عمر وعلاء” في المرحلة الابتدائية بعد إغلاق المدارس، والتوجه إلى نظام التعليم عن بعد قبل عدة أيام.
جاء إغلاق المدارس والجامعات والمعاهد العامة والخاصة ورياض الأطفال في مدينة إدلب من 23 أيلول الجاري ولمدة أسبوعين قابلة للتمديد وفق الظروف الصحية، بسبب ارتفاع موجة الإصابة بفيروس كورونا وخروجها عن السيطرة، وتسجيل عدد كبير من الوفيات من بينها أطفال، حيث وصل إجمالي الإصابات إلى أكثر من 63 ألف إصابة وأكثر من ألف حالة وفاة.
تقول “أميرة” لم يفرح الطلاب بعودة الموسم الدراسي هذا العام حتى أغلقت المدارس بعد أسبوع واحد فقط من افتتاحها.
آلية التعليم عن بعد
يعتمد نظام التعليم عن بعد على استخدام الهواتف الجوالة لأهالي الطلاب في التواصل مع المعلمين لتلقي المنهاج عن طريق مجموعات تضم المعلم الأول ومسؤول الحماية ومدير المدرسة ومدرس الصف.
المعلمة “نوال محمود”، قالت لمنصة SY24، إنها ترسل لطلابها في الصف الثالث الابتدائي المواد على شكل صور ومقاطع فيديو مصورة تشرح الدرس، ومقاطع صوتية ونصوص مكتوبة عن طريق الجوالات يومياً، لمدة ثلاث ساعات في الفترة الصباحية الممتدة من 8 – 11 ثم تتلقى الإجابات من الطلاب بنفس الطريقة، وتجيب على أسئلتهم في الفترة المسائية، مع إرسال حل الواجبات المنزلية.
وأكدت أن “التعليم عن بعد لا يقارن بالتعليم في المدرسة بسبب قلة التفاعل المباشر وصعوبة التواصل مع الطلاب غير أنه يبقى أفضل من الانقطاع نهائياً عن التعليم، إلى حين انتهاء الأزمة وعودة المدارس”.
صعوبات وتحديات
يواجه الأهالي صعوبة في تعليم أبنائهم عن بعد، لضعف جودة الإنترنت وعدم امتلاك بعضهم هواتف مناسبة لتحميل الدروس وإرسالها، إضافة لوجود أكثر من طالب في المنزل يستخدم نفس الهاتف كما حدث مع أميرة وأبنائها.
وذكرت السيدة “أميرة” في حديث خاص مع منصة SY24، أن هاتفها ليس بالجودة المناسبة وهو صغير الحجم، لا يتحمل أغلب مقاطع الفيديو المرسلة، بسبب كثرة الرسائل على مجموعتي الصف الثالث والرابع أثناء تلقي الدرس، بالإضافة لعدم تركيز الأطفال على المحتوى وتشتت أفكارهم بوجودهم في المنزل بدل الصف المدرسي.
ضعف الإنترنت وعدم امتلاك الأجهزة الحديثة لكثير من العائلات حال دون متابعة كثير منهم هذه الطريقة.
“أبو أحمد” من سكان أحد المخيمات في سرمدا، قال إنه لم يتابع التعليم عن بعد لأطفاله الثلاثة لعدم امتلاك زوجته هاتف آخر في المنزل، وذهابه هو للعمل صباحاً.
لجأت المدارس لتجربة التعليم عن بعد في العامين الماضين لذات السبب، يقول الأهالي ممن التقيناهم إنهم عانوا كثيراً في متابعة تعليم أولادهم عبر الجوالات.
تواجه السيدة “أم علي” صعوبة كبيرة في متابعة التعليم بسبب قلة الكهرباء ونفاذ شحن الهاتف أغلب الأوقات، وتقول إن الطريقة غير مجدية مع ابنها علي طالب الصف الأول الذي يحتاج تركيز وتفاعل مع المعلمة في جو مدرسي.
يرى “أسامة” معلم ابتدائي في مدينة إدلب، أن التعليم عن بعد أفضل من الانقطاع نهائياً عن التعليم ولو حقق نسبة فائدة بسيطة جداً، وهو وسيلة لإشراك الأهالي في متابعة أبنائهم من خلال شرح الدروس وإرسالها ومناقشتها معهم عبر الهواتف رغم وجود صعوبات تقنية لا يمكن إغفالها.
دور مزدوج
أفادت المعلمة “زينب” بأنها تواجه مسؤولية مضاعفة بين عملها كمدرسة تتابع مع طلابها وبين واجباتها كأم ومتابعة أطفالها في المنزل أيضاً.
“زينب” تشترك في ثلاث مجموعات، تدير واحدة منها لطلابها في الصف الثاني وتشترك مع الأمهات في مجموعتي الصف الأول والرابع لأطفالها، وتعاني صعوبة في إدارة الوقت ومتابعة عملها ومسؤولياتها في المنزل وتتمنى عودة قريبة للتعليم في المدرسة.