“ثمن الفروج المشوي يساوي نصف راتبي تقريباً” هذا ما قالته “هناء” موظفة في ريف دمشق، عن ارتفاع أسعار الفروج واللحوم البيضاء، والتي كانت بديلاً عن اللحوم الحمراء على موائد السوريين، وأصبحت رفاهية استغنى عنها كثير من الأهالي في الظروف الحالية.
وصل ثمن الفروج المذبوح إلى ستة آلاف ليرة سورية، في أسواق دمشق، ويتراوح سعر كيلو الصدر “الشرحات” من 13_15 ألف ليرة بينما يباع الفروج المشوي في المطاعم بعشرين ألف ليرة والبروستد 25 ألف أي أن ثمن وجبة غداء واحدة قد تكلف المواطن نصف راتبه حسب وصف “هناء”.
“هناء” قالت في حديث خاص لمنصة SY24: “استغنيت عن شراء كل أقسام الفروج منذ مدة طويلة بسبب الغلاء واكتفي بشراء كيلو جوانح واحد أو القوانص مرة واحدة بالشهر، فهما أرخص أجزاء في الفروج حتى لا أحرم أطفالي من عنصر غذائي مهم يجب أن يتناولونه على الأقل مرتين في الأسبوع”.
يبلغ ثمن كيلو الجوانح خمسة آلاف، بينما تباع القوانص بـ 2500 ليرة، تخبرنا “هناء” أنها تحتال على أطفالها بصنع طبق “لحمة بصينة” من القوانص بعد فرمها بشكل جيد وإضافة التوابل والبقدونس لها، بدلاً عن اللحمة الحمراء التي لم تشتريها منذ عامين.
تغيب أصناف اللحوم الحمراء والدجاج عن موائد كثير من العوائل في مناطق سيطرة النظام، يعزو “أبو الوليد” اسم مستعار لأحد مربي الدواجن بمنطقة صيدنايا، أن سبب غلاء الفروج هو ارتفاع أسعار الأعلاف وتكلفة تربية الدواجن، وإغلاق عدد كبير منها بسبب الخسائر الكبيرة التي لحقت بهم، نتيجة الضرائب المفروضة من قبل مديرية التموين.
في شمال سوريا لا يختلف الأمر كثيراً عن باقي المناطق، حيث سجلت أسعار الفروج والبيض ارتفاعاً ملحوظاً في الفترة الأخيرة وصلت تقريباً لضعف ثمنها حيث سجل سعر مادة البيض 22 ليرة تركية وهو ما يعادل أجرة عامل مياومة طيلة النهار، وسعر صدر الدجاج من 22_28 ليرة تركية وكيلو الفروج المذبوح بين 12_15 ليرة، بينما كان لا يتجاوز تسع ليرات تركية قبل شهر ونصف.
يقول “علاء” عامل بناء في منطقة “دير حسان” بريف إدلب، إن الغلاء حرم أطفاله من وجبة فطورهم الأساسية وهي البيض وكذلك ارتفاع أسعار الفروج جعلته يستغني عنه بمكعبات “الماجي” وبعض التوابل في أغلب وجبات طعامه.
يؤكد من التقيناهم من الأهالي، أن “منع استيراد الدجاج والبيض في مدينة إدلب سبّب ارتفاع أسعارها، إضافة إلى ارتفاع أسعار الأعلاف لدى مربي الدواجن مقابل ضعف القدرة الشرائية لدى غالبية السكان”.
يعاني الأهالي في عموم سوريا من أوضاع اقتصادية متردية طالت لقمة عيشهم، وزادت من قائمة المحظورات من أساسياتهم المعيشية، حتى أصبحت المواد الضرورية أموراً ثانوية استغنى عنها كثير منهم ليس آخره لحم الفروج.