مع بداية العام الدراسي الجديد في المناطق التي تسيطر عليها “قوات سوريا الديمقراطية” في محافظة ديرالزور، بدأت الصعوبات والمشاكل التي يعاني منها طلاب والمعلمين بالظهور في المنطقة، بالرغم من مرور أكثر من ثلاث سنوات على إنشاء “لجنة التربية والتعليم” التابعة لـ “مجلس ديرالزور المدني”.
الصعوبات التي تواجه سير العملية التعليمية في ريف ديرالزور بدأت بالظهور مع أول يوم دراسي، وذلك بسبب اكتظاظ الصفوف الدراسية بالطلاب، وعدم قدرة المدارس المتوفرة على استيعاب العدد الكبير للطلاب في المنطقة.
اكتظاظ بعلى الرغم من قيام “قوات سورية الديمقراطي” بإخلاء عدد من المدارس التي كانت تتخذها مقرات عسكرية، وتسليمها للجنة التربية والتعليم” في “مجلس ديرالزور المدني”.
في حين تشهد مدراس ريف ديرالزور الشرقي نقصاً حاداً في عدد المدرسين الاختصاصيين ومدرسي اللغات الأجنبية، مع غياب كامل لمدرسي المواد الفنية والترفيهية (رياضة، رسم)، وذلك بسبب عدم قيام “لجنة التربية والتعليم” بإعلان مسابقات لتعيين معلمين ومعلمات لمدارس المنطقة، على غرار ما فعلته اللجان المناطق الأخرى الخاضعة لسيطرة “قسد” في شمال شرقي سوريا.
وذكرت مصادر خاصة، لمنصة SY24، أن “الإدارة الذاتية رفضت رفع ميزانية لجنة التربية والتعليم في مجلس ديرالزور المدني لهذا العام، دون أن تحدد أسباب رفضها، وطالبت الإدارة الذاتية اللجنة بالعمل على أساس الميزانية المالية التي حددتها العام الماضي، الأمر الذي يهدد نجاح سير العملية التعليمية في ريف ديرالزور”.
ولفتت المصادر ذاتها، إلى “قيام عدد من المنظمات والمؤسسات التعليمية الدولية، خلال الأعوام الماضية، بتخصيص مساعدات مالية لإعادة إعمار المدارس في شمال شرقي سوريا، حيث تم توزيع هذه المساعدات على المجالس المدنية التابعة للإدارة الذاتية، بينما لم يحصل مجلس ديرالزور المدني على كامل حصته من هذه المساعدات إلى الآن”.
“طارق الجاسم” معلم في إحدى مدارس مدينة “البصيرة”، أفاد بأن “المشاكل التي تواجه سير العملية التعليمية في ريف ديرالزور لا تتوقف على اكتظاظ الصفوف بالطلاب أو النقص الحاد بالأساتذة والمعلمين، بل تعدتها إلى عدم وجود دعم لوجيستي للمدارس من قرطاسية وتدفئة ومقاعد وغيرها من الضروريات”.
وقال “الجاسم” في حديث خاص مع منصة SY24، إن “العملية التعليمية في ريف ديرالزور تسير بصعوبة بالغة، على الرغم من المحاولات الحثيثة التي نقوم بها لإنجاحها، لكن مع غياب الدعم المادي والمعنوي لنا، فإننا لن نستطيع إكمال رسالتنا التربوية التي لطالما حلمنا بها منذ بداية الثورة السورية”.
وتابع أن “أغلب الدروس يتم اعطائها للطلاب وهم جلوس على الأرض، لعدم وجود مقاعد مدرسية كافية لهم، في حين أنه يتم سرقة المقاعد واللوازم المدرسية من المدارس بسبب عدم قيام مجلس ديرالزور المدني بتعيين حراس لهذه المدارس”.
وأضاف أن “الحديث عن المشاكل التي تواجه العملية التعليمية في ريف ديرالزور يطول جداً، ولهذا الأفضل أن يتم إرسال صوتنا لمن يملك سلطة القرار من أجل توفير الدعم المادي الكافي لمدارس المنطقة، وإيقاف الفساد المتفشي داخل صفوف الإدارة الذاتية واللجان والهيئات التابعة لها”.
يذكر أن العشرات من المعلمين والمدرسين في ديرالزور، نفذوا في شباط الماضي، إضراباً عن العمل، وذلك احتجاجاً على قيام “قوات سوريا الديمقراطية” بفرض التجنيد الإجباري على المعلمين والموظفين في الهيئات والمؤسسات التابعة لـ “الإدارة الذاتية”، مطالبين بإلغاء القرار وتحسين الوضع المعيشي لهم ورفع أجورهم.