رجّح مصدر خاص من المنطقة القريبة من قاعدة “التنف” الخاضعة لسيطرة التحالف الدولي بقيادة واشنطن، وقوف إيران وميليشياتها وراء الاستهداف الذي طال القاعدة خلال ساعات الليل الماضية.
وفي التفاصيل، أفاد المصدر ذاته في المنطقة بأن عدة طائرات مسيرة (مجهولة الهوية) هاجمت القاعدة الأمريكية في منطقة “التنف” على الحدود السورية العراقية، الأمر الذي كانت أكدته “القيادة المركزية الأمريكية” بوقوع الهجوم على القاعدة الأمريكية، دون سقوط ضحايا.
وأوضح مصدرنا أن هذه الهجمات لم تسفر عن وقوع إصابات في صفوف القوات الأمريكية، أو حتى في صفوف جيش مغاوير الثورة المتمركز في منطقة الـ 55 التي تقع فيها القاعدة الأمريكية أيضًا.
وأشار مصدرنا إلى أنه من المرجح جدا وقوف الميليشيات الإيرانية وراء هذا الاستهداف، وذلك ردًا على القصف الذي طال، قبل أيام، مطار التيفور بريف حمص الشرقي، وأدى لوقوع خسائر مادية وبشرية في صفوف الميليشيات.
وفي 14 تشرين الأول الجاري، استهدف طيران إسرائيلي معسكرًا للميليشيات الإيرانية، وأسفر عن مقتل عدد من الخبراء والمتخصصين بتطوير الأسلحة في ريف حمص الشرقي، واتهمت الميليشيات حينها أن القصف جاء أيضا من قاعدة “التنف”.
وأشار مصدرنا إلى أن الطيران المسير الذي استهدف القاعدة لم يكن يحمل على متنه أي أسلحة ذات أثر كبير وإنما كانت تحمل على متنها مواد حارقة كـ “النابالم”، حتى أن إحدى الطائرات المسيرة احترقت في الجو قبل وصولها إلى الأرض من دون أن تقوم قوات التحالف باستهدافها.
ولفت مصدرنا إلى أن هذه المرة الأولى التي تستهدف فيها قاعدة “التنف” من قبل الطيران المسير أو المجهول الهوية بوجود القوات الأمريكية، مشيرا إلى أنه تم استهداف القاعدة نفسها عام 2017 من قبل سلاح الجو الروسي ولكن حينها لم تحتوي على أي قوات أمريكية واقتصرت الأضرار على الماديات.
وذكر مصدرنا أن إحدى الطائرات حاولت استهداف القاعدة في ساعات المساء الأولى من يوم أمس، قبل أن تقوم 3 طائرات أخرى باستهداف القاعدة مع ساعات المساء الأخيرة قبيل منتصف الليل، لافتا إلى أن الطيران المسير دخل من المنطقة الشمالية لمنطقة الـ 55 في تدمر وتحديدا من قرية “العليانية” التي تقع بالقرب من مدينة تدمر، وصولا إلى قاعدة “التنف”.
وبيّن أن قوات التحابف الدولي فرضت حظرًا للطيران في سماء منطقة الـ 55، قبل أن تعود الأوضاع إلى طبيعتها مع ساعات الصباح الأولى.
من جهتها، ذكرت مصادر أخرى، أنه تم التأكيد بأن هنالك ثلاث طائرات بدون طيار جاءت من العراق ضافة إلى طائرتين من سوريا، قصفت قاعدة “التنف” العسكرية على المثلث الحدودي السوري الأردني العراقي.
وكانت ما تسمى “قيادة غرفة عمليات حلفاء سوريا”، هدّدت بأن الرد سيكون قاسيًا على العدوان الإسرائيلي الأخير على مقرات ميليشياتها في تدمر.
ونقلت وسائل إعلام موالية لإيران، بيانًا صادرًا عن هذه الغرفة جاء فيه: أنها “اتخذت قراراً بالرد القاسي على العدوان على تدمر”، موضحةً أنّ “الأهداف التي هاجمتها الطائرات الإسرائيلية هي مراكز خدمات وتجمّع للشباب”.
وأضافت أنّه “نتيجة هذا الاعتداء سقط عدد من (القتلى والجرحى)”، مشيرةً إلى أنّه “لولا الانتشار لكان عدد (قتلى) الاعتداء كبيراً جداً”.
وادعت الغرفة في بيانها أنّه “لطالما كانت مهمتنا وحضورنا المشروع في سوريا هو لمساعدة الدولة السورية، فنحن نعمل تحت رعاية الدولة لمواجهة الإرهابيين والمشروع التكفيري وعلى رأسهم داعش”.
وتتصاعد الأحداث في البادية السورية وتحديدا في المنطقة القريبة من قاعدة “التنف” والتي تضم بداخلها مخيم “الركبان” الذي يقع في نقطة استراتيجية هامة قريبة من الحدود الأردنية والعراقية، ومن أجل ذلك تسعى إيران لزعزعة الأمن والاستقرار بهدف إزالة المخيم من أرضه والاستيلاء على المنطقة وإقامة قاعدة عسكرية لها، حسب ما تحدثت به مصادرة عدة لمنصة SY24، مؤخرًا.