شهدت قرى وبلدات ريف ديرالزور الغربي، خلال الساعات الماضية، حالة من التوتر والاستنفار بين صفوف الأهالي، وذلك بعد قيام القوات الروسية بإزالة السواتر الترابية التي تفصل مناطق سيطرة النظام السوري عن مناطق سيطرة قوات “قسد” في بلدة “الجنينة” بريف ديرالزور الغربي.
عملية إزالة السواتر الترابية في بلدة “الجنينة” جاءت بعد موافقة قادة “قوات سوريا الديمقراطية” على عبور القوات الروسية من مناطق سيطرتها في ريف ديرالزور الغربي، باتجاه ريف الرقة الجنوبي الغربي الذي تسيطر عليه قوات النظام السوري والميليشيات الروسية الموالية له.
أهالي بلدة “الجنينة” والقرى والبلدات المحيطة بها، تجمعوا أمام السواتر الترابية وأغلقوا الطرقات بالإطارات المشتعلة ورفضوا دخول القوات الروسية عبر قراهم وأراضيهم، على الرغم من المحاولات الحثيثة التي قام بها الضباط الروس عبر المترجمين المرافقين لهم لإقناعهم بالعدول عن قرارهم.
بينما قام أهالي قرى وبلدات (الكسرة، والجزرة، والصعوة) وغيرها من بلدات ريف ديرالزور الغربي الخاضعة لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، بإغلاق الطريق المؤدي إلى ريف مدينة الرقة الجنوبي الغربي بالإطارات المشتعلة، وهددوا باستخدام السلاح واستهداف أي رتل عسكري تابع للقوات الروسية في حال مروره من قراهم.
في حين قام “مجلس ديرالزور العسكري” (أحد المكونات الأساسية لقوات سورية الديمقراطية)، بإرسال تعزيزات عسكرية ضخمة، ضمت سيارات رباعية الدفع مزودة بمضادات أرضية، بالإضافة إلى عدد كبير من العناصر إلى نقاط التماس بين مناطق سيطرتهم ومناطق سيطرة قوات النظام السوري، وذلك منعاً لعبور أي رتل عسكري تابع للقوات الروسية من المنطقة.
ودعا ناشطون في ريف ديرالزور الغربي إلى التجمع عند دوار قرية “الحصان”، والتوجه بعدها إلى الساتر الترابي الفاصل بين مناطق سيطرة “قسد”ومناطق سيطرة النظام السوري، وذلك “رفضاً لأي اتفاق يقضي بعبور أرتال عسكرية تابعة للقوات الروسية من المنطقة”.
“أحمد العبدالله” نازح من مدينة ديرالزور ويقيم في بلدة “الجنينة”، ذكر أن “جميع أهالي الريف الغربي يرفضون رفضاً قاطعاً مرور القوات الروسية عبر أراضيهم باتجاه ريف الرقة الغربي، لأن ذلك يعني قبولهم بهم والتعامل معهم وهو ما يعتبر خيانة لدم شهداء الثورة السورية”.
وقال الشاب في حديث خاص مع منصة SY24، إن “الناس هنا يعلمون أن القوات الروسية تستخدم سياسة قضم المناطق الواحدة تلو الأخرى للسيطرة عليها، كما حصل معها في ريف إدلب الجنوبي، ولكن هنا يختلف الوضع كثيراً، فالمواجهة العسكرية صعبة بوجود القوات الأمريكية، ولذلك تحاول الدخول عبر التفاوض وبث الإشاعات وتخويف الناس”.
وأضاف أن “الجميع هنا مستعد للتصدي لهذه المحاولات التي تقوم بها القوات الروسية، سواء بالطرق السلمية كالتظاهر والاعتصامات، أو بطرق أخرى كالمواجهة العسكرية مع أبناء عشائر المنطقة”.
يشار إلى أنها المرة الأولى التي تحاول من خلالها القوات الروسية العبور عبر مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” في ريف ديرالزور الغربي، إلى مناطق سيطرتها في ريف الرقة الجنوبي الغربي.