سلّطت لجنة التحقيق المعنية بسوريا والتابعة للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، الضوء على معاناة أطفال تنظيم “داعش” في المخيمات شرقي سوريا.
ولفتت اللجنة الانتباه إلى أوضاع ما يصل إلى 40 ألف طفل في مخيم “الهول” وغيره من مخيمات النزوح، التي تحولت إلى مراكز احتجاز في شمال شرق سوريا، حسب وصف اللجنة.
وذكرت أن هؤلاء الأطفال “حُرموا بشكل غير قانوني من حريتهم لعدة سنوات”.
وفي هذا الصدد قال “باولو بينيرو” رئيس لجنة، إن “معظم الأطفال تحت سن 12 سنة، وما يقارب نصفهم عراقيون”.
جاء ذلك في كلمة ألقاها أمام اللجنة الثالثة للجمعية العامة للأمم المتحدة، اليوم الثلاثاء، حول أبرز المستجدات بالملف السوري ميدانيًا وإنسانيًا.
وتابع أن “هناك 7800 نازح من حوالي 60 دولة أخرى”، مضيفًا “كم مرة سيتعين علينا دعوة الدول الأعضاء والسلطات المحلية لإعادة أطفالهم إلى بلادهم؟”.
وزاد قائلًا “هؤلاء الأطفال هم ضحايا أولاً وأخيراً، إنهم بحاجة إلى الحماية والتعليم وطفولة حقيقية، ولا يمكن تبرير معاقبة الأطفال على جرائم آبائهم “.
وتناول “بينيرو” الوضع الأمني في سوريا، وأكد أن الوقت ليس مناسبًا ليعتقد المجتمع الدولي أن سوريا آمنة وأنه يمكن للاجئين العودة إلى ديارهم.
وقال “بينيرو”: “بينما يظن البعض أن الصراع في سوريا على وشك الانتهاء، فإن الحقائق على الأرض ترسم صورة مختلفة”.
وأضاف: “هذا ليس الوقت المناسب ليظن أحد أن سوريا آمنة وأنه يمكن للاجئين العودة إلى ديارهم، لا بل نشهد تصاعدا في القتال والعنف”.
ومضى قائلا “بينما نتحدث الآن، لا يزال ملايين المدنيين مضطرين لمواجهة الحرب والإرهاب والحزن، والعديد من النازحين وجدوا ممتلكاتهم مدمرة أو استولت عليها (قوات النظام وحكومته) أو الجماعات المسلحة أو الجماعات الإرهابية، ولم يتبق لهم سوى القليل للعودة إليه وآفاق ضئيلة لكسب معيشتهم.”
وتطرقت لجنة التحقيق الأممية إلى الوضع شمال غربي سوريا، وذكرت في تقريرها أن الهدوء في الأعمال العدائية في شمال غرب سوريا، والذي نتج عن وقف إطلاق النار في آذار/مارس 2020، بدأ يتهاوى مع تعرض المنشآت الطبية والأسواق والمناطق السكنية لهجمات جوية وبرية.
وأشار التقرير إلى أن “هيئة تحرير الشام تواصل انتهاك الحقوق بمنأى عن العقاب، بما في ذلك الاحتجاز التعسفي للنشطاء الإعلاميين والصحفيين، بمن فيهم النساء”.
ولفتت إلى التطورات التي شهدتها منطقة درعا جنوبي سوريا، خلال الفترة الأخيرة، وبيّنت أن أجزاءً من جنوب غرب سوريا شهدت عودة القتال وتكتيكات شبيهة بالحصار لم نشهدها منذ ما قبل عام 2018، ففي درعا البلد، حوصر عشرات الآلاف من المدنيين دون الحصول على ما يكفي من الطعام أو الرعاية الصحية حتى الشهر الماضي، بينما أجبر آلاف الرجال والنساء والأطفال على الفرار.
ونوّهت إلى الأحداث الدائرة شرقي سوريا، مضيفة أن شمال شرق سوريا شهد ازدياد الهجمات من قبل “داعش”، وعمليات قتل استهدفت زعماء القبائل، وسط شعور بالاستياء أدى إلى احتجاجات قُتل خلالها العديد من المتظاهرين برصاص عناصر من “قوات سوريا الديمقراطية”.
وتطرقت لجنة التحقيق إلى أحد أكبر مصادر الألم التي يواجهها السوريون، حسب وصفها، مذكّرة الجمعية العامة بمئات الآلاف من السوريين الذين يستيقظون كل صباح قلقين بشأن مصير ومكان وجود أحبائهم المفقودين.