أعلنت “لجنة التموين” التابعة لـ “مجلس ديرالزور المدني” عن منح عدد من التراخيص لافتتاح أفران جديدة في قرى وبلدات ريف ديرالزور الشرقي، مع ضمان استمرار بقية الأفران القديمة في العمل، وذلك من أجل تخفيف الازدحام أمام الأفران بعد زيادة ملحوظة في عدد السكان في المنطقة.
حيث بلغ عدد الأفران التي أعلنت “اللجنة” عن منح تراخيص جديدة لها (ستة أفران)، موزعة على قرى و بلدات (أبو حمام، و أبو حردوب، وغرانيج، والبحرة، وهجين، والباغوز)، مع إعلانها تخصيص كمية 600 كغ من مادة الطحين لكل فرن بشكل يومي.
مصادر محلية في المنطقة نوهت إلى أن الكميات التي تم تخصيصها من مادة الطحين للأفران الجديدة لن يتم الحصول عليها من “هيئة التموين” المركزية التابعة لـ “الإدارة الذاتية”، بل سيتم اقتطاعها من مخصصات الأفران القديمة العاملة في المنطقة.
في حين أشارت المصادر ذاتها إلى قيام مسؤولي “لجنة التموين” في “مجلس ديرالزور المدني” بالطلب من “الإدارة الذاتية” زيادة مخصصات المنطقة من مادة الطحين، من أجل تخفيف الازدحام على الأفران العاملة في المنطقة وتقليل معاناة المواطنين في الحصول على مادة الخبز، غير أن طلبهم قوبل بالرفض بحجة “عدم وجود ميزانية كافية لتغطية العجز في ماد الطحين”.
أزمة الخبز التي تعاني منها مناطق سيطرة “قوات سورية الديمقراطية” في ريف ديرالزور مازالت مستمرة منذ أعوام، وذلك بسبب عدم توفير مخصصات إضافية من مادة الطحين للأفران العاملة في المنطقة، بالإضافة إلى الفساد الكبير المستشري داخل الهيئات واللجان التابعة لـ”الإدارة الذاتية”، والتي أدت إلى سرقة كميات كبيرة من الطحين وبيعها في السوق السوداء.
(أحمد الحسين)، وهو اسم مستعار لمدني من أبناء ريف ديرالزور، أشار إلى أن “أزمة الخبز في المنطقة أصبحت هي الشغل الشاغل للمواطنين، بسبب الازدحام الكبير أمام الأفران وسوء إنتاج الرغيف الذي أصبح غير صالح لإطعام الحيوانات”، على حد تعبيره.
وفي حديث خاص لمنصة SY24 قال:” ريف ديرالزور بشكل عام يعد من أكثر مناطق قسد كثافة في السكان، وعلى الرغم من هذا لا يتم إعطاء المنطقة مخصصات كافية من مادة الطحين الجيد لإنتاج الخبز الذي يستطيع فيه المواطنين سد رمقهم فيه”.
وأضاف:” الفساد لدى موظفي الإدارة الذاتية بالإضافة إلى التقاعس من قبل مسؤولي مجلس ديرالزور المدني، يحرم اهالي المنطقة من حقوقهم في المواد الضرورية التي يحصل عليها سكان بقية المناطق بسهولة، الأمر الذي زاد من معاناة الأهالي”.
ونوه الشاب إلى عدم قدرة الأهالي على انتقاد سوء الأوضاع المعيشية في مناطق شمال شرق سورية التي تجريها “الإدارة الذاتية”، وذلك بسبب القبضة الأمنية التي تفرضها “قوات سورية الديمقراطية” على المنطقة واعتقال كل من ينتقد الأوضاع المعيشية.
حيث تم اعتقال الشاب (هلوش المحيسن الطلاع) من قبل دورية تابعة لقوات سورية الديمقراطية”، بعد ظهوره في مقطع فيديو يتكلم فيه عن سوء مادة الخبز التي تنتجها أفران بلدته “الحجنة” الواقعة بريف ديرالزور الشمالي.
ويشار إلى أن مناطق سيطرة “قوات سورية الديمقراطية” في شمال شرق سورية، تعاني أزمة حادة في تأمين مادة الخبز للمواطنين، وذلك بعد الضرر الكبير الذي أصاب محصول القمح لهذا العام، بسبب قلة الأمطار وانخفاض منسوب نهر الفرات في المنطقة، بالإضافة إلى قيام بعض أصحاب الأفران ببيع مخصصاتهم من مادة الطحين في السوق السوداء وتهريبها لمناطق سيطرة النظام السوري.