أطلقت مصادر مهتمة بالشأن الطبي إضافة إلى ناشطون إعلاميون شمال غربي سوريا، حملة للفت الأنظار اتجاه مرضى السرطان وأصحاب أمراض أخرى من بينهم أطفال، من أجل إدخالهم إلى الأراضي التركية لتلقي العلاج بشكل مجاني.
وذكرت مديرية صحة إدلب في بيان، اطلعت منصة SY24 على نسخة منه، أن “مئات المرضى في إدلب ينهم نساء وأطفال بحاجة للعلاج المجاني في المشافي التركية”.
وتابعت “كونوا صوتهم وشاركونا حملة: #عالجوا_مرضى_إدلب“، وأرفقت بيانها بوسم هاشتاغ ” #İdlib_hastalarını_tedavi_edin، وهاشتاغ #Treat_Idlib_patients“.
وسارع ناشطون للتفاعل مع الدعوات الطبية، وأطلقوا وسم الهاشتاغ “عالجوا مرضى إدلب” على مستوى واسع في منصات التواصل الاجتماعي وبشكل خاص في “فيسبوك”.
ونقل الناشطون عن مصادر طبية أن: ” 1000 مريض بحاجة للدخول الى تركيا لتلقي العلاج بشكل مباشر منهم، و350 مريض سرطان، و400 مريض جراحة قلب، و250 مريض عينية وعصبية وجراحة عصبية”.
وأرفقوا منشوراتهم التفاعلية دعمًا لهؤلاء المرضى بعبارة “نحارب الوقت لإنقاذهم”.
وفي هذا الصدد، قال “عماد زهران” مدير المكتب الإعلامي في صحة إدلب لمنصة SY24، “نحن نضم صوتنا إلى صوت كافة النشطاء وفعاليات المجتمع المدني الذين يطالبون بإعادة تفعيل السلطات التركية لقرارات السماح للمرضى السوريين بالدخول إلى الأراضي التركية وتلقي العلاج بشكل مجاني، لإنقاذ حياة المئات من أصحاب الأمراض المزمنة الذين لا يتوفر لهم العلاج في شمالنا المحرر، وبالتالي هم بحاجة قصوى للدخول إلى تركيا وتلقي العلاج في المستشفيات هناك”.
وتابع أن “القرار الجديد الذ تعمل به السلطات التركية بمعالجة المرضى على نفقتهم الخاصة هو أمر صعب جدا لا يمكن لأهالي المنطقة تحمل تكاليف العلاج، لذلك في حال لم تستجب السلطات التركية لهذه النداءات سيكون هناك كارثة طبية لأصحاب هذه الأمراض”.
وأوضح أن “ما حدث هو أن السلطات التركية ألغت القرار الذي كان يسمح للمرضى السوريين بالدخول إلى الأراضي التركية وتلقي العلاج بشكل مجاني في المستشفيات التركية، واستبداله بقرار يسمح لهم بالدخول ولكن بتلقي العلاج على نفقتهم الخاصة”.
وتعقيبًا على ذلك قال الدكتور “مأمون سيد عيسى” المهتم بالشأن الطبي شمال غربي سوريا لمنصة SY24: ” لن أطلب من الحكومة التركية إدخال المرضى للعلاج في تركيا، بل أطلب منهم أن يساعدونا على أن نخلق هياكل معارضة حقيقية وطنية ليست كحال الائتلاف ولجانه التفاوضية، وكذلك إدارة رشيدة في المنطقة المحررة بشقيها”.
وأضاف “هذه المعارضة وتلك الإدارة إن وجدت ستستطيع خلق موارد و استثمار القدرات الكثيرة الموجودة بها، وكذلك جذب الاستثمارات وتتشيط الزراعة والصناعة، والأهم إدارة البلد بنزاهة وحكمة وعدل حينها لن نضطر أن نطلب من الاتحاد الاوربي أو دافع الضرائب التركي، أن يدفع لنا اي مترتبات ومنها قيمة علاج مرضانا الذين يموتوا حاليا بدون أن يتوفر لهم العلاج خاصة مرضى السرطان وباقي الأمراض الصعبة”.
من جانبه، أوضح الدكتور “رامي كلزي” مدير البرامج في وزارة الصحة بالحكومة السورية المؤقتة، في تصريح خاص لمنصة SY24، أن “التواصل مستمر مع الجانب التركي لحل تلك المشكلة”.
وزاد قائلًا “أصل المشكلة على ما يبدو هو خلاف بين بعض الجهات التركية و يتم العمل على حله قريباً بعون الله”.
وكان “مازن علوش” مدير المكتب الإعلامي لمعبر “باب الهوى” الحدودي، قال لمنصة SY24 إن “علاج السرطان غير متوفر في مناطق سيطرة المعارضة، بسبب الارتفاع الكبير في سعر الأدوية اللازمة، إضافة إلى عدم وجود العلاج الإشعاعي في المنطقة”، مشيرا إلى أن “نصف المرضى في السابق كانوا يتلقون العلاج في مناطق سيطرة النظام، والنصف الآخر في تركيا”.
يذكر أن الشمال السوري يعاني من نقص كبير في المعدات والتجهيزات الطبية، نتيجة تعرض معظم المشافي للقصف والتدمير من قبل النظام السوري وروسيا.
