سلّط الإعلام الألماني الناطق بالعربية، الضوء على فيلم يتحدث عن أحلام الأطفال السوريين الضائعة، والذي حمل عنوان “تالا فيزيون”، والذي يصور معاناة أطفال سوريا وأحلامهم التي دفنت تحت الأنقاض، في الفترة التي كان يحكم فيها تنظيم “داعش” مناطقهم” في سوريا.
ويروي الفلم الذي حصد العديد من الجوائز، قصة “تالا” الطفلة الصغيرة التي تعيش في شقة تعرضت للقصف في سوريا، في حين كان التلفزيون نافذتها الوحيدة على العالم، لكن تنظيم “داعش” حرمها منه.
وتُركز فكرة الفيلم على تنظيم “داعش” الذي لم يعد يسمح فجأة بمشاهدة التلفزيون، وبالتالي بدأ الناس يلقون بأجهزتهم من نوافذ بيوتهم التي تعرضت للقصف إلى الشارع المغطى بالركام، في حين أن والد الطفلة “تالا” هو الآخر عليه الالتزام بالقاعدة الجديدة – سواء أراد ذلك أم لم لا، لكنّ ابنته البالغة من العمر 8 سنوات لا تريد ذلك، ولا يمكنها قبول الأمر، و عندما تخرق القاعدة دون علم والدها وتعيد جهاز تلفزيون سليم إلى المنزل، فهذه مسألة حياة أو موت.
وحول الفيلم قال المخرج الأردني “مراد أبو عيشة”، إن “كلمة (تالا فيزيون)، هي عبارة عن تلاعب بالكلمات، فالكثير من الأطفال العرب ينطقون هكذا كلمة (Television) الإنجليزية”.
وتابع أنه “في 28 دقيقة، نجح الفيلم بشكل مثير للإعجاب في نقل رؤية الطفلة تالا، إنه أمر محزن وشاعري في الوقت نفسه، فمن خلال عيون تالا نرى عالمها الذي هو عبارة عن خراب ودمار وحطام”.
ومضى قائلا إن “والد تالا قام بسد النافذة بلوح بشكل محكم، لا يمنع دخول أشعة الشمس فقط، وإنما من خلال الشقوق المتبقية، تنظر الفتاة إلى شارع تعرض للقصف، في مكان ما في سوريا، حيث يسيطر تنظيم داعش”.
واعتمد الفيلم بشكل أساسي على مشهدين لم يفارقا مخيلة مخرج العمل، المشهد الأولى على الحدود الأردنية السورية، عندما شاهد طفلة صغيرة تفر بمفردها وقد حذت حذو اللاجئين السوريين الآخرين إلى الأردن.
أمّا المشهد الثاني، فعندما قرأ في مقال صحفي صغير أن تنظيم “داعش” منع السكان من امتلاك أجهزة التلفاز، رغم أن الإنترنت كان رفاهية مطلقة في مناطق الصراع مثل سوريا، لكن التلفزيون كان لا يزال يلعب دوراً كما كان يلعبه في أوروبا منذ سنوات عديدة، عندما أصبح نافذة على العالم.
وتم تصوير مشاهد الفيلم في مخيم للاجئين الفلسطينيين بالقرب من عمان في الأردن، وكان القائمون على الفلم قد أعدوا شوارع كاملة هناك لتبدو وكأنها منطقة حرب، حيث تم استخدام المؤثرات البصرية أيضاً، بهدف صناعة فلم يتم من خلاله توضيح أسباب مغادرة الناس لوطنهم.
يذكر أن الفيلم من بطولة الطفلة “عائشة بلاسم” التي جسدت دور”تالا”، وبطولة “زياد بكري” بدور والدها، وتصوير ” فيليب هينتسه” ومن إنتاج “فيليب راوبه”، وبتوقيع المخرج الأردني “مراد أبو عيشة”.
ومطلع الشهر الجاري، حصد الفيلم السوري “الطفولة الضائعة” أو “lost childhood” الجائزة الأولى عن فئة أفلام التلفزيون المتوسطة ( ثلاثون دقيقة)، وذلك في مهرجان DIG المقام في إيطاليا.
وذكر القائمون على الفيلم، حسب ما نشرت وتابعت منصة SY24، وهم مجموعة من الناشطين السوريين، أن الفيلم يسلط الضوء على ظاهرة عمالة الأطفال في مدينة إدلب شمال غربي سوريا، الذين أجبرتهم الظروف الإنسانية الصعبة على العمل في مهن قاسية وهجران مقاعد الدراسة.
وبين الفترة والأخرى، يتم الحديث عن أفلام تجسد واقع المأساة السورية لتذكير العالم أجمع بها، وفي تفس الوقت تنجح تلك الأفلام في حصد الجوائز وترك أثراً واضحاً لدى كثيرين.