ديرالزور.. مخلفات الحرب تضاعف معاناة السكان والنظام يماطل بإزالتها!

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

بالرغم من مرور أكثر من خمس سنوات على إعلان النظام السوري وحلفائه من الميليشيات الإيرانية والروسية دخول الأحياء التي كانت تقع تحت سيطرة تنظيم “داعش” في مدينة ديرالزور، إلا أن الانفجارات الناجمة عن مخلفات الحرب مازالت تكرر في المدينة، مخلفة عددا كبيرا من القتلى والجرحى المدنيين، إضافة إلى الأضرار المادية في الممتلكات الخاصة والعامة.

وتعد العبوات الناسفة والألغام المضادة للأفراد التي زرعها عناصر تنظيم “داعش” في منازل المدنيين في الأحياء التي كان يسيطر عليها وسط مدينة ديرالزور، إبان المعارك التي خاضها مع قوات النظام السوري، هي “أخطر هذه المخلفات”، بسبب إعدادها للانفجار بمجرد العبث بها أو تحريكها، ناهيك عن القدرة التدميرية العالية لها، والتي أدت إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين خلال السنوات الماضية.

في حين مازالت القذائف والصواريخ غير المنفجرة، والتي كان النظام السوري يقصف بها أحياء مدينة ديرالزور، منذ عام 2012 وحتى عام 2017، مازالت تشكل خطراً كبيراً على حياة المدنيين وممتلكاتهم الشخصية، وخصوصاً “القنابل العنقودية” المحرمة دولياً و”الخراطيم المتفجرة” وقذائف الهاون محلية الصنع.

مصادر محلية في مدينة ديرالزور، ذكرت أن انفجارا ضخما وقع في أحد المباني غير المأهولة بالسكان في حي “الجبيلة” وسط المدينة الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية والمحلية الموالية له، وأدى الانفجار إلى تدمير المبنى بشكل شبه كامل، ووقوع أضرار مادية كبيرة في المباني المجاورة والسيارات المدنية المركونة في المكان.

وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن سبب الانفجار الذي وقع صباح أمس الأحد، يعود إلى أحد مخلفات الحرب التي كانت موجودة في المبنى، والتي تسبب انفجارها في اشتعال حريق ضخم داخله، قبل إعلان “فوج الإطفاء” التابع لحكومة النظام السوري في المدينة عن إخماده، بينما أعلن “مجلس محافظة المدينة” عن قراره بإزالة المبنى بشكل كامل في وقت لاحق.

وخلال الأشهر الماضية، ازدادت حوادث انفجار مخلفات الحرب في أحياء مدينة ديرالزور، وخصوصاً بعد عودة عدد كبير من سكان الأحياء التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم “داعش”، وذلك بسبب عدم قدرتهم على الاستمرار في دفع إيجارات منازلهم، نتيجة أوضاعهم المالية السيئة.

السيدة “سهام الحسين”، وهي إحدى سكان حي “الشيخ يس” وسط مدينة ديرالزور، ذكرت أن “العودة إلى منزلها الذي لا يصلح للسكن، أصبح الخيار الوحيد لها بعد أن تقطعت بها السبل، نتيجة ارتفاع إيجارات المنازل في أحياء الجورة والقصور الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري منذ بداية الثورة”.

وقالت السيدة في حديث خاص مع منصة SY24، إن “أكبر مخاوفي كان أن أجد في منزلي فئران وأفاعي أو أي نوع آخر من القوارض، ولكن بعد تكرار حوادث انفجار الألغام في المنازل والشوارع داخل الحي، أصبحت الآن متخوفة على حياة عائلتي وأطفالي، كون المنزل كان يقطنه أحد عناصر تنظيم داعش في وقت سابق”.

وأضافت أن “النظام لم يقم بإعادة تأهيل وتوصيل المياه والكهرباء إلى حيي الشيخ يس والعرضي، أسوةً ببقية الأحياء، وكأنه يعاقب السكان لوقوفهم بجانب الثورة السورية، كما أنه لم يقم بإزالة الألغام والعبوات الناسفة والصواريخ التي لم تنفجر، مما قد يشكل تهديداً خطيراً لكل من يحاول العودة للسكن في منزله”.

وكانت مدينة ديرالزور الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية والمحلية الموالية له، قد شهدت خلال السنوات الماضية انفجار العشرات من مخلفات الحرب، والتي أدت إلى مقتل وإصابة عشرات المدنيين جلهم من الأطفال، وذلك بسبب تواجد هذه المخلفات بكثرة في الحدائق العامة والشوارع وداخل منازل المدنيين في الأحياء التي كان يسيطر عليها تنظيم “داعش” سابقاً.

مقالات ذات صلة