مازالت منازل المدنيين في الأحياء التي تسيطر عليها قوات النظام والميليشيات الإيرانية في مدينة ديرالزور، تتعرض لعمليات سرقة وتعفيش من قبل عناصر ميليشيا “الدفاع الوطني”، تحت أعين أجهزة النظام الأمنية والقضائية.
عمليات سرقة وتعفيش ممتلكات المدنيين من قبل عناصر الميليشيا، تركزت في أحياء (الحويقة والعرضي والشيخ يس)، وذلك بعد منع قوات النظام لأهالي هذه الأحياء من العودة إلى منازلهم، بحجة “انتظار عمليات إعادة تأهيل المنطقة، وإزالة الألغام والمتفجرات من منازل المدنيين التي كان يتواجد فيها عناصر تنظيم داعش سابقا”.
حيث يقوم عناصر “الدفاع الوطني” بجلب عدد من العمال والحرفيين المدنيين مع معداتهم الصناعية من أجل تعفيش وسرقة ما يمكن سرقته من منازل المدنيين، مثل الأسلاك الكهربائية والرخام والسيراميك والحديد وغيرها، بالإضافة إلى قيامهم بوضع جداول بأسماء الأثرياء من أبناء هذه الأحياء لتكون لمنازلهم الأولوية في عمليات السرقة.
وذكرت مصادر محلية، أن أحياء الحويقة والعرضي والشيخ يس، مازالت محاطة بحواجز تابعة لفرع الأمن العسكري والمخابرات الجوية، حيث تمنع هذه الحواجز المدنيين من جلب أغراضهم الشخصية من منازلهم إلا بعد حصولهم على موافقات رسمية من الأفرع الأمنية، وأيضاً من مجلس محافظة المدينة التابعة لحكومة النظام.
وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن الضباط المسؤولين عن هذه الحواجز يقومون بالتعامل مع عناصر ميليشيا الدفاع الوطني من أجل سرقة وتعفيش ممتلكات المدنيين في هذه الأحياء وتقاسم الأرباح معهم، شريطة أن يقوم أحد عناصر الحواجز الأمنية بمرافقة عناصر الميليشيا أثناء عمليات التعفيش، لـ “ضمان كامل حصتهم من المواد المسروقة”.
وفي الوقت الذي تتغاضى فيه أجهزة النظام السوري الأمنية عن عمليات سرقة وتعفيش ممتلكات ومنازل المدنيين، أعلنت دورية تابعة لفرع الأمن الجنائي في مدينة ديرالزور إلقائها القبض على مدني من أبناء مدينة ديرالزور، بعد توجيه عدة تهم إليه منها “الإضرار بالاقتصاد الوطني والعمل دون رخصة”.
ولفتت المصادر، إلى أن الشخص الذي تم إلقاء القبض عليه يقوم بشراء مادة “الخبز اليابس” من أهالي المدينة مقابل مبلغ مالي معين، وذلك من أجل استعمال هذه الخبز في إطعام الأغنام التي يمتلكها، بعد ارتفاع سعر كيلو العلف الحيواني مقابل سعر كيلو “الخبز اليابس”.
واستنكر أهالي مدينة ديرالزور عملية اعتقال تاجر “الخبز اليابس” من قبل الأمن الجنائي التابع لحكومة النظام في المدينة، وطالبوا بملاحقة اللصوص الحقيقيين الذين يقفون وراء سرقة مقدرات المواطنين وممتلكاتهم الشخصية بوضح النهار، وعلى مرأى ومسمع من الأجهزة الأمنية والقضائية التابعة للنظام السوري.
وأفادت السيدة “أم عمار”، تقيم في حي “القصور” في مدينة ديرالزور، أن “جميع سكان مدينة ديرالزور يعرفون أسماء اللصوص الذين يقومون بسرقة وتعفيش المنازل في الأحياء التي كان يسيطر عليها تنظيم داعش في وقت سابق، وذلك لأنهم يقومون ببيع ما يسرقونه بشكل علني للأهالي”.
وقالت السيدة في حديثها مع منصة SY24، إن “أجهزة النظام لا تقبض على هؤلاء اللصوص لأنها تتقاسم الأرباح الناتجة عن عمليات تعفيش المنازل معهم، وكون هؤلاء العناصر هم بالأساس من أصحاب السوابق ومحكومين سابقين، فإن خبرتهم بالسرقة تفوق خبرتهم في أي شيء آخر”.
وأضافت أن “النظام يريد أن يصنع انجازاً على ظهر الشاب الذي اعتقله بتهمة شراء الخبز اليابس، ولا نعلم إن كان سيخرج قريباً من السجن أم لا، وأهالي المدينة يعلمون أن هذه المهنة كانت مشهورة في المدينة ولا تجب معاقبة من يعملون بها”.
وتعاني مدينة ديرالزور شرقي سوريا، من ارتفاع كبير في معدلات الجريمة بسبب حالة الفلتان الأمني التي تشهدها المدينة، وعدم قيام الأجهزة الأمنية التابعة للنظام بملاحقة عناصر الميليشيات الإيرانية وعناصر ميليشيا الدفاع الوطني ومحاسبتهم، على الرغم من قيامهم بارتكاب عدد من المخالفات غير القانونية والتي وصلت لحد القتل والسرقة تحت تهديد السلاح، وأيضاً الاتجار بالمخدرات بشكل علني.