دفع الفقر المتفشي وحالة العوز والأزمة الاقتصادية في مناطق النظام السوري عامة و بلدات الغوطة خاصة، بكثير من المواطنين إلى فعلٍ لا يمكن لأي عاقل أن يتصوره أو يتحمله، من خلال عرض أجزاء من أعضائهم البشرية كـ “الكلى” للبيع.
كما أن تلك الأوضاع المعيشية المتردية دفعت ببعض النساء لعرض “شعر رأسهن” أيضًا للبيع مقابل مبالغ مالية، بهدف تأمين مصاريف حياتهم اليومية.
ومتابعة لهذا الملف تواصل مراسل منصة SY24 في دمشق وريفها، مع بعض الحالات التي أجبرتها الظروف على عرض أعضائها البشرية للبيع مقابل مبالغ مالية تعينهم على مواجهة الأزمات الحياتية اليومية وسد رمق العيش.
وتمكن مراسلنا من رصد حالتين لشخصين اثنين من أبناء الغوطة الشرقية، واحد من مدينة عربين والآخر من بلدة بيت سوى، واللذان قاما بعرض كليتهما للبيع في العاصمة دمشق منذ أيام حسب مصادر خاصة.
وحسب مراسلنا، فإن الشخص المنحدر من مدينة “عربين” لديه طفلان ومصاب بقدمه ولا يقوى على العمل الشاق، كما أنه يعمل ببيع الجوارب على بسطة صغيرة يضعها بجانب منزله في المدينة، لكن ما يجنيه طوال اليوم لا يكفيه ثمن طعام أو شراب، الأمر الذي دفعه لعرض “كليته” للبيع.
وذكر مراسلنا أن هذا الشخص توجه يوم الإثنين الفائت إلى إحدى المستشفيات في دمشق وعرض على الأطباء بأنه يريد بيع “كليته”، ومن ثم قام الأطباء بإجراء التحاليل اللازمة له واخذوا رقم هاتفه، وأخبروه أنه في حال كان هناك شخص بحاجة فسيتم إعلامه بذلك.
أمّا الشخص الآخر فينحدر من بلدة “بيت سوى” وهو رجل في العقد الخامس من العمر لديه 6 أولاد، ويعمل في أحد المستودعات التي تبيع المواد الغذائية، في حين أن راتبه اليومي لا يتجاوز الـ 3000 ليرة سورية، بينما هو بحاجة لأكثر من 20 ألف ليرة يوميًا كي يستطيع أن يؤمن طعامه وشرابه وحاجيات أولاده ومنزله.
وأشار مراسلنا إلى أن هذا الرجل يعاني من تلك الظروف منذ أكثر من 3 سنوات، لكنّ وضعه بدأ بالتدهور شيئًا فشيئًا وتراكمت الديون عليه، الأمر الذي أجبره على بيع جزء كبير من أثاث منزله، كما قام العام الماضي، ببيع دراجته النارية التي كان يذهب ويعود بها من العمل.
وبعد تدهور وضعه بشكل كبير وانتشار ظاهرة “بيع الكلى” قرر هذا الشخص بيع “كليته” وقام بالتواصل مع أحدا لمراكز الطبية في ضواحي العاصمة دمشق وعرض “كليته” للبيع.
وأوضح مراسلنا أنه تم إبلاغ هذا الشخص بمراجعة المركز يوم الخميس، لإجراء العملية له واستئصال الكلية مقابل مبلغ 28 مليون ليرة سورية.
وتعاني جميع المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري وداعميه من تهميش خدمي واقتصادي ومعيشي، في ظل القرارات المتخبطة من النظام وحكومته في ما يخص الأزمة الاقتصادية وسط غياب الحلول، الأمر الذي انعكس بشكل سلبي على حياة المواطنين المعيشية وانتشار كثير من الظواهر السلبية نتيجة الأزمة الاقتصادية، وأهمها اضطرار بعض المواطنين لبيع أعضائهم البشرية مقابل المال، حسب رصد مراسلنا ومصادرنا الخاصة، إضافة إلى انتشار الفلتان الأمني والجريمة وعلى رأسها السرقة والخطف مقابل المال، والتي يؤكد حتى الموالون أنفسهم أن السبب هو الأزمات الاقتصادية التي تتفاقم يومًا بعد يوم.