سرطان الثدي.. معاناة مضاعفة للنساء السوريات!

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص – SY24

يدفع المرضى السوريين بشكل عام اليوم ضريبة التراجع الكبير في المنظومة الصحية بسوريا، ويعاني مرضى السرطان الأمرين في الحصول على العلاج إلى جانب خصوصية حالتهم الصحية، حيث تبقى النساء من الفئات الأكثر تهميشاً، والأقل حظاً في ظل الحرب والأزمة الصحية التي تشهدها البلاد، الأمر الذي يستوجب تقديم كامل الدعم المادي والمعنوي لهن.

وحول هذا السياق تقول الطبيبة سارة في حديث خاص لها مع منصة SY24: “يفتقد مرضى السرطان العناية الكاملة، ولا يحظون بتوافر عيادات الأورام أو المستشفيات المتخصصة للكشف المبكر عن المرض في مدنهم أو قراهم، كما أنهم لا يحظون بالعلاج، مما يضطرهم للسفر لساعات طويلة إلى أحد المراكز الموجودة في المدن الأخرى”.

وزادت قائلة: بأن “غالبية المرضى يتحملون عناء السفر لكن بدون فائدة، فمعظم الأوقات لا تتوفر فيها الجرع وفي حال توافرها فهناك أولوية في الحصول عليها مجاناً تبعاً للحالة، كما يضطر آخرون إلى شراء العلاج من خارج المستشفى بالرغم من ارتفاع أسعار هذه الأنواع من الأدوية”.

وأكدت الطبيبة أنه “خلال الشهرين الماضية فُقدت جرع العلاج الكيماوي بأنواعها من البلد، مما اضطر الكثير من الأشخاص للتواصل مع ذويهم وأقاربهم الذي يقيمون في الدول الأوربية لمساعدتهم بتأمينها وإرسالها”.

تزيد قلة المراكز الصحية وندرة الكوادر الطبية وغياب الوعي بأهمية الفحص المبكر من معاناة النساء السوريات اللواتي يعانين بالأصل نزوحاً وتعباً أنهكهن خلال السنوات الماضية.

تقول أم محمود وهي أم لأربعة أطفال: “أصبت بسرطان الثدي منذ ما يقارب العامين، عرفت بالمرض بعد ظهور كتلة في منطقة الثدي الأيسر، وبدأت هذه الكتلة بالنمو بشكل سريع، وبعد إجراء الفحوصات طلب مني الطبيب الخضوع مباشرة لعمل جراحي بسبب سرعة انتشار المرض، وبالفعل خضعت لعملية استئصال الثدي كاملًا وبعد العملية تمت إحالتي إلى العلاج الكيماوي”.

وتابعة قائلة في حديثها لـ SY24: “عادةً ما تشعر النساء بالقلق من هذا المرض وصعوبة علاجه إلا إنني أنصحهن بالثبات، فرغم الآلام التي وصفتها بـ “الشديدة التي لا تطاق” إلا إنني بقيت متفائلة ولدي عزيمة وإصرار على متابعة جلسات الأشعة رغم ابتعادي عن أولادي المقيمين في الرقة”.

تتشابه حالات الكثير من النساء مع تفاوت واختلاف في نظرة المجتمع لهن، لن يتزوجك أحد، ستعيشين ما تبقى من عمرك وحيدة، بناتك عندما يكبرن لن يجدن من يتزوجهن، كـ “أزيز الرصاص”، كانت هذه الكلمات تخترق أذني سعاد منذ عرف الناس بأنها مصابة بسرطان الثدي. 

تقول بحرقة: “أول من تركني في محنتي كان خطيبي بمجرد معرفته بمرضي، فكانت والدتي الحضن الدافئ الذي لملم شتاتي ومكنني من استعادة قواي لإتمام العلاج بعد توقفي عن مواصلة جلسات الكيماوي لقسوتها نفسياً وجسديا”.

 وتضيف سعاد: “رغم كشفي المبكر للمرض إلا أن معاناتي كانت مركبه خلال رحلة العلاج في ظل جائحة كورونا فرضت الجائحة  تحديات جديدة على المصابات، نتيجة النقص الحاد في الأدوية، والخوف من السفر للعلاج في مستشفيات النظام في ظل عدم توفر مراكز كافية ومتخصصة في المناطق الواقعة تحت سيطرة “الإدارة الذاتية” وصعوبة الوصول لمناطق المعارضة أيضاً، جميع هذه الأسباب اجتمعت وأدت إلى حرماني من تلقي أبرة الزولادكس، لأربعة أشهر على التوالي، الأمر الذي أدى إلى خلل وإرباك في بروتوكول العلاج الخاص بي، فزادت آلامي الجسدية والنفسية”.

على الرغم من أن مدة الكشف عن سرطان الثدي في المركز الصحي، ومدة الفحص لا تتجاوز الـ 5 دقائق إلا أن كثيراً من النساء ما زلن يتجنبن الفحص حتى اليوم، حيث تتعدد أسبابهن، ويسيطر الخوف على مشاعرهن وخاصة أن هذا المرض مازال ذكره يرعب المجتمع”.

وفي هذا الجانب تقول الناشطة ديمة: إن “الإحصائيات الأخيرة كشفت أن 40% من النساء المصابات بهذا المرض لم يكن على علم بالإصابة بسبب تجنبهن للكشف الدوري، وللحد من هذه الظاهرة تعددت الحملات والمبادرات التطوعية للتوعية حول هذا المرض خلال شهر أكتوبر”. 

 

وأشارت الناشطة إلى عدة مبادرات منها “خمس دقائق فقط قد تنقذ حياتك” عنوان حملة قام بها نشطاء من مدينة الرقة ودير الزور، تضمنت عدة جلسات للتوعية، إضافة لقيام جمعية “شاويشكا” للمرأة ماراثوناً للدراجات الهوائية شاركت فيه فتيات من مختلف الأعمار في مدينة القامشلي، بهدف توعية النساء حول أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي وتداعياته في حال التأخر في الكشف عنه.

مقالات ذات صلة