أعلنت “قوات سوريا الديمقراطية” إطلاق سراح سيدة من بلدة “الصبحة” بريف ديرالزور الشرقي، وذلك عقب اعتقالها وزوجها قبل أسبوع، أثناء عملية إنزال جوي نفذتها بدعم من طيران التحالف الدولي.
وجاء قرار “قسد”، بعد خروج مظاهرات غاضبة في عدد من قرى وبلدات ديرالزور، للمطالبة بإطلاق سراح السيدة، حيث شارك في هذه التظاهرات عدد كبير من أبناء عشائر المنطقة الذين قاموا بإغلاق الطرق الرئيسية بالإطارات المشتعلة، وهددوا بتصعيد الموقف بشكل أكبر وإغلاق جميع مؤسسات “الإدارة الذاتية” في المنطقة، وإعلان العصيان المدني في حال لم يتم إطلاق سراح (السيدة) التي اعتقلتها “قوات سورية الديمقراطية”، في وقت سابق.
وذكرت مصادر خاصة لمنصة SY24، أن عناصر من “قوات سوريا الديمقراطية” اعتقلوا السيدة (براءة القحيط)، بعد حصول مشادة كلامية بينهم وبينها، على خلفية قيامهم باعتقال زوجها (فهد المجول) مع أخيه (سليمان)، بالإضافة إلى قيامهم بقتل الأخ الثالث (عبد المجول) أثناء محاولته الهرب من المنزل.
في حين أشارت المصادر ذاتها إلى أن المعتقلين كانوا يعملون في تجارة السلاح وتهريب المحروقات والطحين إلى مناطق سيطرة النظام السوري على الضفة المقابلة لنهر الفرات، ولم يكونوا عناصر لدى تنظيم “داعش” كما روجت وسائل إعلام موالية لـ “قوات سوريا الديمقراطية” آنذاك.
أهالي ريف ديرالزور الشرقي ذكروا أن عمليات الإنزال الجوي التي تنفذها “قوات سوريا الديمقراطية” بالتعاون مع قوات التحالف الدولي أصبحت تشكل “كابوساً مزعجاً بالنسبة لهم”، خصوصاً مع قيام عناصر “قسد” بإطلاق النار بشكل عشوائي على المنازل أثناء عمليات المداهمة، الأمر الذي أدى إلى مقتل عدد كبير من المدنيين.
بينما أشار الأهالي إلى أن الاعتقالات العشوائيه التي تنفذها “قوات سوريا الديمقراطية” بحق أبناء ريف ديرالزور الشرقي، خلال المداهمات التي تنفذها في المنطقة، ساهمت بتأليب الرأي العام المحلي ضدها وضد ممارسات عناصرها بحقهم، وطالبوا جميع المتطوعين في صفوفها بتقديم استقالاتهم في حال بقيت الأوضاع على ماهي عليه الآن.
(ماهر العبدالله)، وهو اسم مستعار لأحد أبناء ريف ديرالزور الشرقي، ذكر أن “المنطقة باتت على صفيح ساخن بسبب قيام قوات سوريا الديمقراطية باعتقال إحدى سيدات المنطقة، وهو ما اعتبره الجميع أنه تعدي على العادات والتقاليد العربية والشعائرية في المنطقة”، على حد تعبيره.
وقال الشاب في حديثه لمنصة SY24: “النظام السوري تأنى كثيراً قبل قيامه باعتقال سيدات من أهالي ديرالزور، لأنه يعلم أن الطابع العشائرية يطغى على الموالاة والمعارضة، ولذلك فإن على قسد أن تفهم أن نساءنا هن خطوط حمراء لا يجب أن يتعداها أحد”.
وأضاف: “قوات سوريا الديمقراطية اعتقلت عددًا كبيرًا من أبناء المنطقة دون توجيه إليهم تهم واضحة ومحددة، ولذلك فالجميع الآن يطالب بإطلاق سراحهم بأسرع وقت، أو تقديمهم للمحاكمة على الأقل لمعرفة إن كانوا مذنبين أم لا”.
وأوضح الشاب: “لا يوجد لدى أهالي ريف ديرالزور مانع من اعتقال أي شخص مذنب بارتكاب أفعال مخالفة للقانون ومخالفة للعادات والتقاليد إن كان رجلاً أم إمرأة، ولكن يجب أن يتم ذلك ضمن الطرق القانونية و بمذكرات رسمية، وفي وضح النهار وأمام جميع الأهالي”.
وتشهد مدن وبلدات ريف ديرالزور الخاضع لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” مظاهرات واحتجاجات مستمرة لأهالي المنطقة، للمطالبة بتحسين الواقع المعيشي لهم، وتوفير الخدمات الضرورية من ماء وكهرباء وصحة وتعليم وغيرها من الخدمات، بالإضافة إلى زيادة مخصصات المنطقة من المحروقات والطحين، في ظل إهمال كبير تتعرض له المنطقة من قبل مؤسسات وهيئات “الإدارة الذاتية” (الجهة المدنية التي تدير مناطق شمال شرق سورية والتابعة لقوات قسد).