قرارات “خاطئة” تجبر عشرات الفتيات على ترك مقاعد الدراسة شرقي سوريا

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

ساعدت مجموعة من القرارات التي أصدرتها الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا، على تفعيل مشاكل اجتماعية، لم تلبث أن تندثر حتى أعادت إحيائها، وكان للفتيات النصيب الأكبر هذه المرة، فقدت حُرمت شريحة كبيرة منهن من التعليم، فلم تكتفي العادات والتقاليد البالية بالهيمنة على هذا الجانب، حتى أردفتها المراسيم الصادرة عن لجنة التعليم في الإدارة الذاتية، والتي أجبرت عشرات الفتيات على ترك مقاعدهن الدراسية بضغط من أهاليهن الذين مازلنا غاضبين من هذه القرارات.

وفي هذا الجانب، تقول المعلمة “نوال” أحد المشرفات على إدارة معهد خاص، “خلال الأيام الماضي أصدرت لجنة التربية قرار تمنع فيه المعاهد الخاصة بالتأهيل للشهادتين الثانوية والإعدادية من ممارسة عملها صباحاً، وفرضت عليهم الدوام خلال الفترة المسائية فقط، أي بعد انتهاء ساعات الدوام الرسمية في المدارس حتى وقت متأخر من اليوم، وفرضت على من يخالف القرار دفع غرامة مالية إضافة إلى إغلاق المركز، وهذا ما أجبر العديد من الفتيات على التخلف عن الحضور خلال الفترة الماضية وبدء قسم كبير منهم بالإعتذار عن أكمل الدوام، والقسم الآخر من الأهالي أصبح يطالب باسترجاع الأقساط المدفوعة”.

وزادت قائلة: “هذه القرارات العشوائية والغير مدروسة تسببت بغضب الأهالي في المنطقة وخصوصاً في محافظتي ديرالزور والرقة لعدم تقدير واحترام لجنة التربية وضع الطالبات في مجتمع عشائري تسوده العادات والتقاليد، والتي تحتم على الفتيات عدم التأخر لساعات طويلة مساءً خارج المنزل مما يجبرهن على التنقل في ساعات متأخرة مساءً وحدهن في المواصلات العامة وخصوصاً ممن يقمن في قرى خارج مركز المدين.

وأشارت المعلمة إلى أن عدد الطالبات اللاتي تخلفنا عن التعليم من تاريخ إصدار القرار بلغ أكثر من 40% من إجمالي الطالبات والنسبة قابلة للزيادة، مضيفةً بأن مثل هذا القرار يأتي بالتزامن مع بدء العمل بالتوقيت الشتوي والذي يفرض علينا ساعات قصيرة من النهار.

وفي هذا السياق، تقول الطالبة “روعة”، من أهالي حي الفروسية بمدينة الرقة، رغم الظروف التي فرضتها علينا الحرب خلال السنوات الماضية إلا أنني لم أتقاعس عن نيل شهادة التاسع والتي أهلتني للتحضير لشهادة البكالوريا، والتي اعتبرها مرحلة لبدء التحرر والاستقرار في حال حصولي على قبول جامعي، إلا أن أحلامي لم تكتمل، قرار الدوام المسائي فرض على الكثيرات منا المكوث في المنزل ك، والتغيب لأيام عن متابعة المعهد لعدم التأخر مساءً حين العودة.

وفي ظروف مشابهة لسابقتها تقول راما، لم يعد يسمح لي والدي بمتابعة تعليمي نظراً لتأخري في العودة إلى المنزل لما يتجاوز الساعة الثامنة مساءً، وهذا خلافاً للعادات والتقاليد التي ترفض ذلك، مضيفةً بأنها تسعى لجمع أكبر عدد من الطالبات معها ليقمنا بتخصيص سيارة خاصة تقلهن مساءً بعد انتهاء الدوام.

في حين تطالب “سارة” القائمين على القرار بمراعاة ظروفهن، وعبء التكاليف الإضافية التي يتحملناها في الدوام المسائي، وتخصيص ساعات نهارية للمعاهد الخاصة وإلا ستضطر هي أيضاً للمكوث في بيتها من دون تعليم.

أما الطالبة “آية” ترى أن السبب الأساسي في هذه المشاكل يعود إلى إزدواجية التعليم في المنطقة، ولو أن المناهج المتبعة في جميع المدارس تعود لمناهج النظام لما اضطر أهلنا لتحمل هذه النفقات أو إتخاذ مثل هذه القرارات.

منعت “لجنة التربية والتعليم” المعاهد الخاصة من الدوام الصباحي وحصرت الدوام فيها بالفترة المسائية، وذلك بهدف إيقاف التسرب الطلابي في المدارس الحكومية .

وفي هذا الجانب يقول المعلم “أحمد” من مدينة الرقة، منذ مايزيد عن عامين أطلقت الإدارة الذاتية خطة لاستبدال المناهج المدرسية التي كانت تفرضها وزارة التربية التابعة للنظام السوري، وشمل ذلك التغيير مناهج الصف الثالث الثانوي.

وأشار إلى أن الرقة لا تحتوي على مدارس حكومية تعلم مناهج النظام وخصوصاً للمراحل الثانوية والإعدادية , وهذا ما يدفع الكثير من الأهالي لتحمل عبء إضافي بإرسال أبنائهم لمراكز التعليم الخاصة والتي تعتمد هذه المناهج، أو نزوحهم إلى مدينة الحسكة والقامشلي لتسجيلهم في المدارس الواقعة ضمن المربع الأمني فيها.

مضيفاً أن معظم المناطق التابعة لسيطرة الإدارة الذاتية تخضع لأزدواجية في النظام التعليمي، أحدهما يتبع لها وفقاً لمناهجها، ويطبق على غالبية المدارس في الحسكة والقامشلي والرقة وديرالزور، والآخر يتبع لحكومة النظام , وأن نظام الإدارة الذاتية اعتمد تدريس المناهج بثلاث لغات منذ عام 2014 في مراحله الأولى، حتى وصل بشكل تدريجي مع بداية العام الدراسي الجاري إلى المرحلة الثانوية.

ووفقاً لبعض الإحصائيات الصادرة عن بعض الجهات المحلية في المنطقة، وصل عدد المتسربين بسبب هذه المناهج إلى أكثر من 217000 طالباً وطالبة، بينما وصل عدد الطلاب الذين تلقّوا هذه المناهج إلى أكثر من 175000 طالباً وطالبة.

مقالات ذات صلة