أصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، اليوم السبت، تقريرًا يوثق أبرز الانتهاكات بحق الأطفال في سوريا.
وجاء التقرير الذي وصلت نسخة منه لمنصة SY24، بمناسبة “اليوم العالمي للطفل” الذي يصادف 20 تشرين الثاني/نوفمبر من كل عام.
ووثق التقرير مقتل 29661 طفلاً على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا منذ آذار/ 2011، بينهم 22930 قتلوا على يد قوات النظام السوري، و2032 على يد القوات الروسية، و958 على يد تنظيم “داعش”، و71 على يد “هيئة تحرير الشام”، و237 طفلا على يد “قوات سوريا الديمقراطية”، و996 على يد فصائل المعارضة المسلحة، و925 طفلاً إثرَ هجمات لقوات التحالف الدولي، و1512 طفلاً قتلوا على يد جهات أخرى.
وذكر التقرير أن ما لا يقل عن 5036 طفلاً لا يزالون قيد الاعتقال/ الاحتجاز أو الاختفاء القسري على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، بينهم 3649 على يد قوات النظام السوري، و42 على يد “هيئة تحرير الشام”، و667 على يد “قوات سوريا الديمقراطية”، و359 على يد جميع فصائل المعارضة المسلحة.
ولفت التقرير إلى أن 319 طفلاً منهم، كان قد اعتقلهم تنظيم “داعش” قبل انحساره ولا يزالون قيد الاختفاء القسري حتى 20 تشرين الثاني2021.
وأشار إلى مقتل 181 طفلاً بسبب التعذيب في سوريا منذ آذار 2011، بينهم 174 قضوا في مراكز الاحتجاز التابعة للنظام السوري، فيما قضى 2 في مراكز الاحتجاز التابعة لهيئة تحرير الشام، و1 لدى كل من تنظيم “داعش وقوات سوريا الديمقراطية والمعارضة المسلحة”، وقتل 2 طفلاً بسبب التعذيب على يد جهات أخرى.
وأكد أن قوات النظام السوري مارست العنف الجنسي تجاه الأطفال بعدة أنماط، وأشار إلى ما لذلك من تداعيات جسدية ونفسية طويلة الأمد على الأطفال الضحايا، وسجل في المدة التي يغطيها ما لا يقل عن 539 حادثة عنف جنسي لأطفال.
وبيّن التقرير أن قوات النظام السوري استخدمت الأطفال ضمن عمليات التجنيد منذ وقت مبكر عقب اندلاع الحراك الشعبي، كما سهَّل النظام السوري عمليات تجنيد الأطفال في صفوف الميليشيات الأجنبية ولم يقم بأية تحقيقات أو مساءلة عنها. وتسبَّبت عمليات تجنيد الأطفال من قبل قوات النظام في مقتل ما لا يقل عن 62 طفلاً في ميادين القتال حتى 20 تشرين الثاني 2021.
وقدَّر التقرير أن هناك ما لا يقل عن 1374 طفلاً مجنداً حالياً ضمن قوات النظام السوري. إضافة إلى ما لا يقل عن 78 طفلاً تم تجنيدهم ضمن ميليشيات إيرانية أو مدعومة من قبل إيران، قتل منهم 23 طفلاً في أثناء اشتراكهم في الأعمال القتالية.
وسجَّل تقرير الشبكة مقتل ما لا يقل عن 436 طفلاً في هجمات استخدم فيها النظام السوري ذخائر عنقودية أو إثرَ انفجار مخلفات قديمة ضمن مناطق قصفها النظام بالذخائر العنقودية سابقاً. وتأتي الألغام الأرضية التي زرعتها كافة أطراف النزاع كتهديد ثانياً بعد الذخائر العنقودية.
وتسببت هجمات القوات الروسية بالذخائر العنقودية تحديداً، في مقتل 67 طفلاً منذ تدخلها العسكري في سوريا في 30 أيلول 2015، كما تسبَّبت عملياتها العسكرية في تضرر ما لا يقل عن 220 مدرسة.
ونقل التقرير عن “فضل عبد الغني” المدير التنفيذي للشبكة السورية لحقوق الإنسان قوله، إن “هذا التقرير يذكرنا أن هناك العديد من الانتهاكات الواقعة ضد الأطفال لا تزال تمارس من قبل النظام السوري على مستويات تشكل جرائم ضدَّ الإنسانية مثل الإخفاء القسري، التعذيب، التشريد القسري، ويؤكد أن مئات آلاف الأطفال تعرضوا على مدى سنوات لأقسى الظروف الإنسانية وعاشوا ضمنها، وما زالت الظروف مستمرة لأن أسباب النزاع المتجسدة بشكل أساسي في استمرار بقاء النظام الدكتاتوري الحاكم، واستمرار الفشل الدولي الفظيع في إيجاد حل سياسي منذ عام 2012 حتى الآن، يعني أنَّ أجيالاً أخرى من الأطفال السوريين سوف تلاقي مصيراً أسود مشابهاً”.
وطالبت الشبكة المجتمع الدولي بضرورة تأمين حماية ومساعدة للأطفال المشردين قسرياً من نازحين ولاجئين، وخصوصاً الفتيات منهن ومراعاة احتياجاتهن الخاصة في مجال الحماية تحديداً.