يتدهور الوضع الاقتصادي في مناطق سيطرة النظام السوري يوماً بعد يوم، ويطرق الشتاء أبواب الفقراء – على وجه الخصوص – ويدفعهم لبيع ممتلكاتهم لشراء الحاجيات الأساسية من الطعام والشراب، واللباس، ووسائل التدفئة، وغيرها.
وبحسب مراسل SY24 فإن الكثير من المدنيين دفعتهم الضائقة الاقتصادية الصعبة لبيع ممتلكاتهم وأغراضهم الشخصية من أجل أن يشتروا ما يلزمهم لتأمين قوت يومهم، على الرغم من أن بعض الأشياء التي يبيعونها قد لا تكفي للنجاة سوى أسابيع وربما أيام.
“أبو أنيس” أحد أبناء مدينة عربين وهو أب لولدين قال لـSY24 إنه يعمل في بيع الخضار والفواكه جانب منزله على بسطة، ولكن وارده اليومي بالكاد يكفيه ثمن طعام وشراب لمنزله، ولا يكفي للادخار منه لشراء ألبسة أو أساسيات المنزل الأخرى.
قام أبو أنيس خلال الأسبوع الفائت ببيع دراجته النارية التي يستخدمها للتنقل من أجل تسديد بعض الديون المتراكمة عليه وبهدف شراء بعض الألبسة الشتوية لولديه مع دخول فصل الشتاء، وأكد أنه لولا بيعه للدارجة لما استطاع شراء ملابس لأولاده أو تسديد الديون المتراكمة عليه.
“يمان” شاب من أبناء مدينة دوما يعيش مع والديه وأخيه الصغير ووالده مقعد بسبب إصابته القديمة في قدميه وهو المعيل الوحيد لهم، ويبلغ من العمر ٢٧ عام قال لـSY24 إنه يعمل في أحد أفران ضواحي المدينة من منتصف الليل وحتى قبيل الظهر وعند العصر يعمل في محل لبيع الألبان والأجبان في المدينة أي أنه يعمل في وظيفتين ليستطيع تغطية نفقات وحاجيات أهله.
أضاف “يمان” أن وارده الشهري لا يكفي حاجيات منزل أهله على اعتبار أنه الوحيد الذي يعمل فقرر والده أن يقوم ببيع محل تجاري على أطراف المدينة مهجور ضمن منطقة غير مأهولة للسكن أو العيش من أجل أن يسدوا رمقهم.
وقاموا منذ أيام ببيع المحل لكن بربع ثمنه الحقيقي حيث إن الشاري هو أحد التجار في المدينة والذي يقوم بشراء العقارات من محال تجارية ومنازل من أصحابها اللذين بحاجة للمال فيشترونها منهم بربع ثمنها الحقيقي.
اضطر والد يمان لبيع المحل التجاري بهدف مساعدة ولدهم على مصروف المنزل وترك مبلغ من المال لوقت الحاجة القسوة.
وتعاني جميع المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري وداعميه من تهميش خدمي واقتصادي ومعيشي، في ظل القرارات المتخبطة من النظام وحكومته في ما يخص الأزمة الاقتصادية وسط غياب الحلول، الأمر الذي انعكس بشكل سلبي على حياة المواطنين المعيشية وانتشار كثير من الظواهر السلبية نتيجة الأزمة الاقتصادية، وأهمها اضطرار بعض المواطنين لبيع أعضائهم البشرية مقابل المال، حسب رصد مراسلنا ومصادرنا الخاصة، إضافة إلى انتشار الفلتان الأمني والجريمة وعلى رأسها السرقة والخطف مقابل المال، والتي يؤكد حتى الموالون أنفسهم أن السبب هو الأزمات الاقتصادية التي تتفاقم يومًا بعد يوم.