أكد “فراس السقال” الكاتب والمحلل السياسي، أن ادعاءات النظام السوري بإحباط تهريب شحنة مخدرات كانت في طريقها من سوريا إلى السعودية ما هي إلا مجرد “خدعة”، لافتا إلى أن تلك الادعاءات تحمل العديد من الرسائل التي تستهدف أطرافًا دولية وعربية.
كلام “السقال” جاء في تصريح خاص لمنصة SY24، تعقيبًا على ادعاء النظام ضبط قواته الأمنية نحو 525 كيلو غراماً من الحبوب المخدرة “كبتاغون” ضمن شحنة معكرونة كانت معدة للتصدير إلى السعودية، حسب وكالة “سانا” التابعة له.
وقال “السقال” إنه “لا يخفى على العالم بأكمله عموماً وعلى منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص، أنّ مناطق سيطرة النظام السوري قد تحولتْ إلى أكبر مُصدّر للفساد والجريمة في العالم، لاسيما تلك المواد المخرّبة للعقل والجسم والمجتمع، وهي المواد المخدرة بأنواعها المتعددة وأصنافها المعدّلة”.
وأضاف “لقد تكفلتّ إيران وحزب الله والعائلة الأسدية بتحويل مزارع وبساتين الفواكه والحمضيات والزيتون في سوريا إلى مزارع ومصانع للمخدرات ومنها الكبتاغون، التي تُصدّر إلى العالم بأكمله منذ بداية الثورة السورية”.
وتابع “أمّا ادعاء النظام السوري الكبتاغوني أنّه قد صادر كميات في طريقها إلى السعودية ما هي إلا خدعة بائتة لا يمكن أن تنطلي على أيّ عاقل، يريد من خلالها أن يستشرف بها محلياً وعربياً ودولياً، وهي تحمل رسائل عدة ولأطراف عدة”.
وزاد قائلا إن من هذه الرسائل “رسالة إلى الجامعة العربية، فهو اليوم يتوسط داعميه روسيا وإيران وإسرائيل متوسلاً على أعتاب الجامعة العربية ليشغل مكانه الشاغر منذ عشر سنوات وأكثر، بالإضافة إلى أنّه يلعب هذا الدور ليحسّن صورته أمام السعودية التي على ما يبدو أنّها تنوي اتباع الإمارات في تطبيعها معه”.
و”رسالة إلى الرياض، فهو يقوم بدور تهديدي أيضاً، فيوصل رسالة إلى الرياض ولسان حاله يقول: إن لم تسيروا على نهج محمد بن زايد، فعلموا أنني سأغرق السعودية بهذه الحبوب المدمرة التي أصنّعها محلّياً”، حسب تعبير “السقال”.
وأعرب عن توقعاته بأن “تكون هذه المسرحيّة هي رسالة لإيران أيضاً، فلعل هناك توافق دولي في إيقاف التمدد الإيراني في سوريا وكفّ يدها في المنطقة”.
ومضى قائلا “لا أستبعد أن تكون مسرحيته الهزليّة هذه رسالة للمجتمع الدولي وردة فعل على انعقاد مجلس الأمن الإثنين لمناقشة ملف انتهاكاته الإجراميّة في سوريا، إذ يريد أن يقول للعالم أنا لست مجرماً وها قد أوقفت هذه الشحنة الموجه إلى السعودية فأنّا ضد أعمال إيران وحزب الله من هذه الصناعات المحرمة”.
وختم قائلا إنه “من المحتمل على الصعيد المحلي أنّه يوجه رسالته إلى شعبه المنهك الذي يذوق مرارة العيش والفقر وخاصة مع قدوم (شتاء الموت)، فيقوم لإلهائه وإشغاله بإنجازاته الفنية التي يمكن إضافتها إلى إنجازات حركته التخريبية في الفساد والإجرام والدمار الإنساني”.
وبشكل شبه يومي، تتصدر أخبار المخدرات ومروجيها ومتعاطيها واجهة الأحداث اليومية والأمنية في سوريا، وسط تكتم ملحوظ من قوات أمن النظام على مصدرها والتجار الكبار الذين يعملون على إدخالها إلى سوريا، رغم أن أصابع الاتهام والتلميحات حتى من الموالين تشير إلى المليشيات الإيرانية وميليشيا حزب الله وميليشيا الدفاع الوطني بالوقوف وراء ذلك.
وسخر كثيرون من الحال التي وصلت إليها سوريا وظاهرة انتشار المخدرات فيها، بالقول: “مبروك سوريا صارت أكبر دولة مصدرة للحبوب المخدرة والحشيش في الوطن العربي وغرب آسيا”.
ومؤخرا اعترف النظام السوري بأن سوريا وصلت لمرحلة باتت فيها بلد عبور للمخدرات إلى الدول المجاورة، كما اعترف النظام بعمليات تهريب المخدرات التي تتم عبر الحدود بين سوريا ودول مجاورة (لم يسمها).