باتت الأمراض العادية التي يمكن علاجها برعاية طبية بسيطة في معظم الدول الأوروبية، تشكل خطراً كبيراً على حياة الأهالي في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” في شمال شرقي سوريا، وذلك بسبب تدهور القطاع الصحي في هذه المناطق وغياب الرعاية الصحية.
مصادر طبية في المنطقة، أشارت إلى الارتفاع الكبير في أعداد المصابين بداء “اللشمانيا” الجلدية بين الأهالي في قرى وبلدات ريف الحسكة، وأيضاً في قرى ريف ديرالزور الشرقي والغربي الواقعة على مجرى نهر الفرات، وبالقرب من محطات تكرير النفط البدائية.
وذكرت المصادر ذاتها، أن أعداد المصابين بهذا المرض تجاوزت الآلاف خلال العام الجاري، وكانت النسبة الأكبر من الأطفال، وذلك بسبب عدم حصولهم على الرعاية الصحية الكافية من المراكز الطبية والمشافي التي تديرها “لجنة الصحة” في”الإدارة الذاتية”، إضافة إلى ازدياد عوامل تكاثر الحشرات والقوارض المسببة لهذا المرض.
وتحدث الإصابة بداء “اللشمانيا” الجلدية بعد التعرض لـ “اللسع” من أنثى “ذبابة الرمل”، التي تتكاثر في المستنقعات المائية الراكدة والمياه الملوثة، وأيضاً في مكبات النفايات المنتشرة في المنطقة، وذلك بعد نقلها للجرثومة المسببة لهذا المرض من الكلاب الضالة والقوارض الحاملة له.
حيث تقوم هذه الحشرة بـ “لسع” الأجزاء الظاهرة من جسم الإنسان مثل(اليدين والقدمين والوجه)، مسببةً له جروحاً سطحية يصل قطر بعضها إلى عدة سنتيمترات وتبقى آثارها لعدة أشهر، وفي حال لم يتم علاجها بشكل فوري، فقد يسبب هذا المرض حدوث تشوهات في الوجه واليدين وخصوصاً عند الأطفال.
وفي سياق متصل، ذكرت مصادر طبية في بلدة “تل تمر” شمالي مدينة الحسكة، أن أعداد المصابين بداء “اللشمانيا” الجلدية تجاوز حاجز 1000 مصاب خلال الشهر الجاري، مع قابلية ارتفاع أعداد المصابين بشكل أكبر خلال الأسابيع القادمة، وذلك في حال لم يتم تقديم المساعدات الصحية والأدوية الضرورية لعلاج هذا المرض في أقرب وقت.
وأشارت المصادر إلى قيام إدارة المشفى الوحيد في بلدة “تل تمر” بتخصيص يومين في الأسبوع، من أجل استقبال المرضى بداء “اللشمانيا”، إلا أن المشفى لم يعد قادراً على استيعاب المزيد من الحالات المصابة بهذا المرض، وذلك بسبب النقص الكبير في الأدوية اللازمة لعلاجه، وغياب الوعي الصحي لدى الأهالي وعدم معرفتهم بمخاطره.
وتزامن انتشار داء “اللشمانيا” الجلدية في مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” شمال شرقي سوريا، مع انتشار كبير لعدد من الأمراض المعدية مثل (الفطر الأسود، والزحار، والملاريا، وغيرها)، والتي يسببها التلوث الكبير في مياه الشرب والهواء، نتيجة عمليات تكرير النفط بطرق بدائية، ورمي القمامة وحرقها بالقرب من المناطق المأهولة بالسكان.
في حين ما يزال فيروس كورونا يشكل الخطر الأكبر على حياة الأهالي في مدن وبلدات المنطقة الشرقية من سوريا، وذلك جراء ارتفاع أعداد المصابين بالفيروس، وسط نداءات من الكوادر الطبية للأهالي بضرورة اتخاذ الاحتياطات المناسبة، واتباع إجراءات التباعد الاجتماعي وأخذ اللقاح المضاد للفيروس.